كانت دار الشباب بتيغسالين بإمكانياتها البسيطة لزمن مدرسة موازية للكثير من شباب البلدة، ونشطوا فيها من داخل أندية عديدة المنطلقات، وكانت إما تابعة للدار أو قادمة من المدارس. احتضنت عروضا مسرحية وندوات فكرية، مسابقات وفرجات سينمائية، تردد فيها صدى مواقف وآراء حرة، وتغلب فيها الكثيرون على الخوف من خوض تجربة التنشيط أمام جمهور.. وانحنوا للتصفيقات الصادقة ودمعت أعينهم. ربما أبالغ، من يعلم ؟ وكان لي خوض في بعض هذا والحمد لله. واليوم هي ترقد مع الأموات ب" ماكياجها" الجديد...انتهت أشغال ترميمها منذ ما يقارب ثلاثة أشهر ولا زالت دار الشباب لا تستقبل الشباب كعادتها، ربما أصبحت "حاسة براسها" وتتكبر على الشباب ب "اللوك" الجديد، ربما تعتقد أن شباب تيغسالين لا يستحقون نيلها وهي في حالتها هذه. ما فائدة الجمال إن لم يكن يغازل وتشتهى منه قطعة ؟ ما فائدة دار لا تسكنها إلا بعض الذكريات التي لم تنل منها "الصباغة" الثقيلة ؟ ما الخبر من وراء هذا الرقود العقيم والشباب خِصْبٌ في الشوارع ضائعون ؟ ربما فطن المخزن أيضا أن تعاطي الشباب مع الدار لن يكون إلا ضد مصالحه، وبالتالي أجّل فتح الأبواب وعطّل بذلك اجتماع الشباب، وعد وأقسم على التغيير ولم يف، "تنادم معاه الحال زعما ؟" لا يعيش في الدار شيء غير أصداء الشارع. فأين دار الشباب، أيها الشيوخ الكهلة الميتون ؟