سُجلت المسيرة الثالثة لسكان قرى حنيفرة نحو عمالة الاقليم خلال شهر واحد والقاسم المشترك مشاكل بنيوية متمثلة في التهميش والاحساس بالظلم و الحكرة، فبعد زحف سكان قرية تاولي وقرية دوار أيت زيد نحو عمالة خنيفرة انطلقت مسيرة أخرى لسكان كروشن وللمرة الثانية نحو عمالة خنيفرة. كروشن يوم الاثنين 16 فبراير 2015، كان يوم إضراب توج بمسيرة على الأقدام ل300 محتج في اتجاه عمالة خنيفرة، مسيرة شارك فيها أطفال بمحافظهم، مسيرة تتقدمها النساء بأطفالهن الرضع، فالشباب والشيوخ، وصوتهم الذي قطع 72 كلمتر شعاراته تقول وجهتنا العاصمة، نطالب بزيارة ملكية، وشعار "الحضارة ها هي كروشن المنسية" وبالأمازيغية شعارات متعددة منها: تشناه اغدار واتشان عري تشان اسلمان أوراخ عديل أوديبردان وشعار "واخان إيبردان نعايد كول إيحزان" ... موقع خنيفرة أونلاين الذي تابع المسيرة منذ بدايتها سواء عبر مراسلينا من كروشن أو مكتب خنيفرة حاولوا نقل بعض اللحظات الحاسمة في المسيرة رغم صعوبة الطريق وطول المسافة. 72 كلمترا لم يكن تعني للمحتجين شيئا، نساء يحملن أطفالا رضع، نسوة صائمات شبان وشابات وشيوخ كروشن لوحدهم في تحد للمسافات والأخطار، استطاعوا قطع الكيلومترات الطوال على الأقدام . على مشارف خنيفرة استُقبل المحتجون بإنزال أمني بمختلف تلاوينه، لم يستطع ثني المحتجين عن الوصول للعمالة، ونظرا لطول الطريق تقطعت المسيرة إلى مجموعات، و كان الكبة الأولي من الشباب تنتظر المتخلفين الذين نال منهم العياء والجوع والمرض دون أي تدخل أو إسعاف، توالى المسير ونظرا لإسدال الليل ستاره توجه المحتجون إلى وسط المدينة، وبالضبط ساحة الشهداء حوالي الساعة الواحدة و النصف من صباح الثلاثاء. هناك افترش المحتجون رصيف ساحة الشهداء من أجل المبيت محاطين بالأجهزة الأمنية، كانت مساعدات بعض المتضامنين على شكل خبز وأفرشة قليلة بالنظر لعدد المحتجين، نال منهم العياء والمرض والجوع بسبب الطريق ووصلوا للمدينة والناس نيام، و خلال المعتصم كان من السهل معرفة أسباب نزوح الساكنة محتجة للعمالة، أبرز المشاكل: الطريق والتعليم والصحة، حيث نصيبهم من التطبيب لا يتجاوز الساعتين أسبوعيا، والعديد من مؤشرات التهميش وإقصاء كروشن من كل المبادرات التنموية... حلقات داخل المعتصم اخترقتها أجهزة السلطات للتحدث مع المحتجين ومعرفة أسباب نزوحهم وإقناعهم بالحوار سواء مع الكاتب العام أو عامل إقليمخنيفرة لينتهي المعتصم بإقناع المحتجين بالعودة حوالي الرابعة صباحا مع تكليف 10أشخاص من أجل الحوار وتتبع ملفهم مع السلطات، لكن على ما يبدو لا حياة لمن تنادي .