تحولت قرية لهري قرب مدينة خنيفرة اليوم 13 نونبر 2014 إلى قبلة للعديد من المقاومين وأبنائهم وأراملهم من مختلف مناطق إقليمي خنيفرة وميدلت، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى المئوية لمعركة لهري الشهيرة التي دارت رحاها بقرية لهري و المناطق التي تفصلها عن مدينة خنيفرة يوم 13 نونبر 1914. احتفال لم تتعود عليه الساكنة إذا كان الاحتفال يمر خلال السنوات الماضية دون أن تحضر وسائل الإعلام و تلك الوفود الرسمية من منتخبين و مسؤولين محليين في مختلف الأجهزة، وقد شكلت هذا السنة استثناء لمرور مئة سنة على هذا الحدث الهام. المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير- نيابة إقليمي خنيفرة وميدلت كجهة منظمة وبتنسيق مع السلطات المحلية أقامت عدة خيام وسط قرية لهري على بعد أمتار من المعلمة التذكارية الجديدة التي تم تدشينها بحضور السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لمندوبية قدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير. وقد تحدث المندوب السامي لما يقارب ساعة من الزمن عن المعركة وتاريخها وأبطالها و سياقها مستشهدا بما كتبه المغاربة والأجانب واعترافات الجنود الفرنسيين الذين أشرفوا على العمل الاستعماري بالمغرب ببسالة المقاومين الأمازيغ. وأعطيت الكلمة بعد ذلك للمسؤول عن المتحف الإقليمي للمندوبية بخنيفرة وتحدث بإسهاب عن أهمية المعركة في التاريخ الوطني معرجا في كلامه على سير مختصرة لبعض المقاومين المكرمين بالمناسبة أمثال المقاوم الفهدي الهاشمي بن محمد و عقا المسلم و حدو بن باعمي أطبيب. المناسبة شكلت فرصة للالتفاتة إنسانية إلى أسرة المقاومة وجيش التحرير حيث استفاد 42 فردا من عدة إعانات قدر المندوب السامي قيمتها في 92 ألف درهم. كما تم توزيع رموز تذكارية على المقاومين المكرمين أو من ينوب عنهم. في المساء تم الالتحاق بمنطقة أجدير لتدشين نصب تذكاري تخليدا لذكرى زيارة محمد الخامس للمنطقة وكذلك زيارة الملك محمد السادس لها سنة 2001 وإلقائه لخطاب صرح فيه أنذاك بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وبعد صلاة العصر كان المحتفلون على موعد مع ندوة علمية حول معركة لهري بمقر عمالة الإقليم.