خلد الشعب المغربي يوم الأربعاء 13 نونبر 2013، الذكرى 99 لمعركة «الهري» الخالدة، التي تعتبر محطة بارزة في سجل المقاومة الوطنية المغربية ضد الاحتلال الأجنبي، وهي إحدى ملامح الصمود والكفاح في وجه التوسع الإستعماري. وإحدى الملاحم البطولية لقبائل زيان المجاهدة التي يحفل بها تاريخ الكفاح الوطني. لقاء تواصلي وتدشين متحف للمقاومة بميدلت تخليداً للذكرى على بعد سنة واحدة فقط من ذكراها المئوية، خلد قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخنيفرة، الذكرى 99 لمعركة لهري الشهيرة، وحضر الاحتفال المندوب السامي الدكتور مصطفى الكثيري، حيث دُشّن هذا الاحتفال بندوة علمية تاريخية نظمها المجلس العلمي المحلي لخنيفرة في موضوع: «خنيفرة وقائع وأعلام»، شارك فيها ثلة من الباحثين والعلماء، تلتها في اليوم الموالي زيارة المعلمة التذكارية المخلدة لهذه المعركة بقرية لهري، وقد حضر الاحتفال عامل إقليمخنيفرة وعدد كبير من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وشخصيات عسكرية ومدنية ورؤساء مصالح إدارية ومنتخبون وفعاليات جمعوية، حيث أقيم مهرجان خطابي كبير افتتح بكلمة النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير، ورئيس المجلس القروي للهري وممثل المجلس الاقليمي. وتميزت احتفالات هذه السنة بوضع حجر الأساس لتشييد نصب تذكاري بمنتجع أجدير تخليدا لذكرى معركة لهري، ولخطاب أجدير الذي أعلن فيه الملك محمد السادس من عين المكان عن وضع طابعه الشريف لإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وأيضا تخليدا للزيارة التي قام بها الملك محمد الخامس وولي عهده المولى الحسن للإشراف على إدماج جيش التحرير في الجيش المغربي، وتبلغ تكلفة مشروع النصب التذكاري 260.000,00 درهم، تساهم فيه المندوبية السامية ب 60.000,00 درهم والمجلس الإقليمي ب 200.000,00 درهم. وخلال المناسبة طفا موضوع غلاف مالي بمبلغ 60.000,00 كان قد سلمته المندوبية السامية عام 2003 لجماعة أكلمام كمساهمة منها لإحداث النصب التذكاري، إلا أن هذا المبلغ لم يصرف في الهدف الذي سلم من أجله بدعوى أن الجماعة سدت به عجزا تعاني منه، ما كاد أن يصل إلى القضاء لولا بعض التدخلات التي احتوت الفضيحة. المجلس العلمي المحلي انخرط في فعاليات تخليد ذكرى معركة لهري بندوته المتميزة، دشنها ذ. عسو آيت علي ب «شذرات من تاريخ المقاومة وجيش التحرير بإقليمخنيفرة» تناول فيها مكانة الإقليم على خريطة تاريخ الكفاح الوطني، وما شهده من انتفاضات شعبية ومعارك في مواجهة الاحتلال الفرنسي، منها أساسا معركة لهري وتقايشيعان وتازيزاوت، بعده تناول ذ. وعباس أدعوش «الحضور الديني في المقاومة المغربية: مقاومة موحى وحمو الزياني نموذجا»، مبرزا دور الدين الإسلامي في توحد القبائل رغم محاولات المستعمر الرامية إلى التفريق بين هذه القبائل وتخريب عقيدتها الدينية، ولم يفت المتدخل التركيز على حضور العلماء في حركة المقاومة وتصديهم لمخططات المستعمر، ودورهم في انتصار المجاهدين، مشيرا إلى أسماء وازنة ظلت تتردد على المنطقة من أمثال أحمد الهيبة والنتيفي والسغروشني.