خلدت ساكنة إقليمخنيفرة وفي طليعتها أسرة المقاومة ، اليوم الأربعاء ، الذكرى ال 99 لمعركة الهري الخالدة التي مثلت محطة مضيئة في سجل المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الأجنبي. وبهذه المناسبة، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، بالجماعة القروية الهري مهرجانا خطابيا، بحضور عامل إقليمخنيفرة السيد محمد علي أوقسو والمنتخبين والسلطات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية وأعضاء أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وكذا مختلف الفاعلين المحليين. وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري ، خلال هذا اللقاء، الأهمية التاريخية لهذه الملحمة البطولية، وكذا قيم الشجاعة والالتزام والروح الوطنية التي أبان عنها محاربو ومجاهدو المنطقة وعلى رأسهم البطل موحى أحمو الزياني، خلال هذه المعركة. وأكد الكثيري، في هذا السياق، على ضرورة العمل من أجل نشر القيم النبيلة المواطنة والوطنية في صفوف الشباب وتقريب هذه التراث لأجيال المستقبل قصد الاستفادة منه، معتبرا أن الاحتفال بهذه الملحمة الخالدة يشكل فرصة لإبراز الجهود التي تبذلها المندوبية السامية بتعاون مع مختلف المتدخلين ، من أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية وذلك وفق التوجيهات الملكية السامية. وöمن جهة أخرى، عبر الكثيري عن تنديد أسرة المقاومة بالحملة الجزائرية المعادية للوحدة الترابية للمغرب من خلال الرسالة الأخيرة التي وجهها الرئيس الجزائري للاجتماع المنعقد بأبوجا، مشددا على التعبئة المتواصلة لأفراد أسرة المقاومة وراء جلالة الملك محمد السادس بمختلف جهات المملكة من أجل التصدي لكل المناوات دفاعا عن مقدسات الوطن وثوابته ووحدته الترابية. من جانبهم، اعتبر عدد من المتدخلين يمثلون مجلس الجماعة القروية الهري و المجلس الإقليميلخنيفرة أن تخليد ذكرى معركة الهري يشكل مناسبة لاستحضار صفحة من الصفحات الخالدة التي ستظل منقوشة في تاريخ المغرب، مشيرين إلى أن هذه الملحمة البطولية ستبقى مرجعا هاما في المقاومة الوطنية. وتوج هذا اللقاء بتكريم خمسة من رجال المقاومة وجيش التحرير على مستوى إقليمخنيفرة عرفانا بما أسدوه من خدمات جليلة وتضحيات جسيمة في سبيل الحرية والاستقلال ، إلى جانب تقديم إعانات مالية لثلاثة آخرين بغلاف إجمالي يقدر ب 28 ألف و350 درهم. ورفعت ، خلال هذا اللقاء، أكف الضراعة إلى الباري عز وجل، بالدعاء بالرحمة والمغفرة لجلالة المغفور له الحسن الثاني، وجلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراهما. كما رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير، بالدعاء لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس. وبهذه المناسبة، قام كل من المندوب السامي وعامل إقليمخنيفرة والوفد المرافق لهما بزيارة لأجدير من أجل وضع الحجر لبناء معلمة تذكارية مخلدة للزيارة التاريخية لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والزيارة الميمونة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لموقع اجدير التاريخي الذي أعلن خلاله عن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وقد رصد غلاف مالي يقدر ب 260 ألف درهم لبناء هذه المعلمة التاريخية. وستظل معركة الهري ،التي تميزت كباقي الملاحم الوطنية، بالنضال المستمر للشعب المغرب ضد كل الأطماع التي تستهدف وحدته الترابية، محطة منقوشة في الذاكرة الجماعية. وخلال هذه المعركة تكبدت القوات الاستعمارية هزيمة ثقيلة ونكراء من خلال مقتل 623 جنديا و 33 ضابطا.