يعيش إقليمخنيفرة اليوم الخميس 13 نونبر 2014، احتفالات الذكرى المئوية لمعركة لهري الشهيرة، بمشاركة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ونيابتها الإقليميةبخنيفرة، ثم المجلس العلمي المحلي، إلى جانب عدد من الفعاليات والجمعيات المحلية. ولم يفت نشطاء بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك تدشين حملة واسعة للتعبير عن أملهم في حضور الملك محمد السادس هذه الاحتفالات الهادفة إلى حفظ الذاكرة وإعادة الاعتبار لساكنة المنطقة، واستحضار أمجاد واحدة من أكبر الانتصارات العسكرية في تاريخ المغرب، بتصديها لزحف الجيش الفرنسي وتكبيده خسائر ثقيلة في الأرواح والعتاد، حيث سقط فيها أكثر من 680 قتيلا، بينهم 33 ضابطا، وقائدهم الكولونيل لافيردور laverdure، علاوة على أزيد من 170 جريحا، وغنائم كثيرة عبارة عن أسلحة وذخائر حية وخيول. وصلة بالمعركة الخالدة، لم تستطع السلطات الفرنسية إذاعة نبأ هزيمتها وحجم خسائرها مخافة تقهقر معنويات جيوشها المشاركة آنذاك في الحرب العالمية، وخوفا أيضا من غضب الشارع الفرنسي، حتى أن الجنرال «كيوم «Guillaume اعترف في مؤلفه «البربر المغاربة وتهدئة الأطلس المتوسط (1939/1912)»: بأن القوات الفرنسية لم تمن على مستوى شمال إفريقيا بمثل الهزيمة المفجعة التي تكبدتها بمعركة لهري، في حين أجمع المراقبون آنذاك على أن فرنسا خسرت نفوذها وهيبتها، من خلال معركة لهري، ومنحت المقاومة بمناطق أخرى شحنة قوية للصمود في وجه الغزو الاستعمار الأجنبي. ومن المقرر أن تنظم النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في حضور المندوب السامي، الدكتور مصطفى لكثيري، زيارة للمعلمة التذكارية المخلدة للمعركة، لينتقل الجميع إلى المهرجان الخطابي بقلب قرية لهري، حيث سيتم فيه استحضار ما حققته المقاومة من ملاحم تحريرية وما ساهمت به المنطقة وقبائلها من انخراط في المحطات التاريخية الكبرى، ومن مقاومين وشهداء فضلوا الاستشهاد على الاستعباد تحت نير الاستعمار، وذلك في سبيل صيانة الذاكرة الوطنية، وخلال المهرجان الخطابي من المبرمج أن يتم تسليم لوحات تقديرية على عدد من المكرمين من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتوزيع إعانات مالية واجتماعية على عدد من المستفيدات والمستفيدين، مع توزيع جوائز على الفائزين في مختلف المسابقات الرياضية والثقافية المنظمة بالمناسبة. كما من المقرر، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أن تتميز الذكرى المئوية بالتوجه نحو منتجعات «أجدير» لتدشين معلمة تذكارية تخلد لزيارة الملك محمد الخامس للمنطقة، رفقة ولي عهده الحسن الثاني، من أجل دمج جيش التحرير في القوات المسلحة والأمن، وتخلد بالتالي لزيارة الملك محمد السادس إلى ذات المنطقة، في 17 أكتوبر 2001، حيث ألقى «خطاب أجدير» ووضع طابعه الشريف على الظهير المحدث للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وقد أكد حينها على أن الأمازيغية تشكل مكونا أساسيا من مكونات الثقافة المغربية، وأن النهوض بها يعد مسؤولية وطنية. وبالقاعة الكبرى لعمالة إقليمخنيفرة، من المنتظر أن يشارك، في نفس اليوم، المجلس العلمي المحلي، بتنسيق مع نيابة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بندوة علمية تحت عنوان: «معركة لهري صفحة مشرقة من صفحات تاريخ النضال الوطني»، وستعرف عدة مداخلات لباحثين مهتمين بالتاريخ المحلي، حيث سيتقدم ذ. عسو آيت علي محمد بورقة حول «موقع أجدير: دلالته ورمزيته التاريخية»، ثم ذ. الحسين جبور بموضوع حول «معركة لهري: الاستراتيجيات والنتائج»، إلى جانب عرض من تقديم ذ. محمود راسو بعنوان «دور العلماء في المقاومة»، تتلو ذلك مناقشة عامة، علما بأن الندوة سيحضرها المندوب السامي مصطفى الكثيري لكون اللقاء العلمي يندرج في إطار المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية الجماعية، وإبراز أهميتها التاريخية لدى الأجيال. كما تتميز احتفالات الذكرى المئوية لمعركة لهري بأنشطة متنوعة تحت شعار: «الذكرى المئوية لمعركة لهري: ملحمة السلف وعبرة للخلف» تشارك فيها جمعية أمان نعاري للقنص والرماية والمحافظة على البيئة، الجمعية الزيانية لحمام السباق، جمعية إدماج للتنمية، جمعية حركة شبابية للتنمية المحلية، وجمعية الأمل للتربية والثقافة والرياضة، وذلك بندوة: محورها: «ذكرى معركة لهري بين التاريخ و الواقع»، واحتضنها مركز تأهيل المرأة، أمس الأربعاء 12 نونبر 2014، موازاة مع ورشة تحت عنوان «فرصة لحفظ الذاكرة وإعادة الاعتبار لساكنة المنطقة»، إلى جانب تنظيم سباق للحمام الزاجل بدوار العسكر بقرية لهري، حيث سيتم أيضا تنظيم مسابقة في الرماية وسباق للسلوقي، قبل إجراء مباراة لاختيار أحسن شهادة تروي أحداث معركة لهري، أحسن لوحة معبرة عن معركة لهري، أحسن قصيدة عن معركة لهري ثم أحسن صورة «بورتريه» لموحى وحمو الزياني، ليتم تتويج هذه الأنشطة برحلة على الأقدام عبر المسار الذي تعقب فيه المقاومون فلول المستعمر بقرية لهري، على حد البرنامج الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه. وموازاة مع احتفالات الذكرى، قررت «جمعية أمغار للثقافة والتنمية» تنظيم ندوة علمية، يوم السبت 22 نونبر 2014، في موضوع الحدث تحت عنوان: «مئوية معركة لهري 1914- 2014 : المقاومة الأمازيغية وصناعة التاريخ»، وذلك بقاعة العروض بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، حيث من المبرمج أن يشارك في تأطير هذه الندوة كل من د. محمد بن لحسن، ذ. علي خداوي ثم ذ. حوسى يعقوبي.