سعيد مغضيش فنان أمازيغي من طينة نادرة أنجبته جبال الأطلس سنة 1966 وبالضبط منطقة تقاجوين بأعالي ملوية، قيادة تونفيت، بعدما هاجر والداه من إملشيل للاقتراب أكثر من السهل" أزغار". وهكذا فإنه ينتمي لقبيلة ايت حديدو التي أعطت رموزا كثيرة في الفن الأمازيغي أمثال المايسترو موحى ألحسين و حساين بومية ولحسن أعشوش و موحى ألمودن. اسمه الحقيقي سعيد أعدو ، فنان ينتمي للجيل الثاني من الفنانين الأمازيغ بمنطقة فازاز، عشق الفن منذ نعومة أظافره وانتقل إلى ممارسة عشقه بالعزف على الكمان سنة 1981، وأخرج أول شريط له سنة 1989، وقبل ذلك كانت له مشاركات في مختلف الحفلات الرسمية والعائلية بمختلف مناطق المغرب. سعيد مغضيش فنان أنيق وشعبي من طينة الفنانين المحبين للحياة، تأثر في البداية بمدرستي موحى ألمودن وحساين بومية ثم انتقل لتأسيس نمط خاص به، فنان يجمع بين العزف والغناء والنظم، بل إن الأغاني التي اشتهر بها كانت من إبداعه مثل "ايمانو ايمانو أوراس نغي إصبر أوا تكيدي لعار" و " أللينو إس أورام إتك أحراز أونول أد تراحد غوري" و " أوا عفو أربي أوا عفو أربي أوماتن دا تمغدار "، فناننا يحب أن يتناول جميع المواضيع المرتبطة بحياة الإنسان الأمازيغي في أغانيه خاصة تيمة الحب والغدر. انتقل للسكن بمدينة أزرو عاصمة الفنانين الأمازيغ بالأطلس المتوسط ليكون قريبا من أصدقائه وأعضاء مجموعته ، ويكون بجوار المراكز الحضرية الكبرى كمكناس وفاس والرباط ليسهل عليه التنقل أثناء المشاركة في الحفلات والمهرجانات التي يستدعى إليها. رغم أن تجربته في الميدان تفوق عشرين سنة إلا أنه لم يتصل ولو مرة بمكتب حقوق المؤلف لأن أصدقاءه الذين سبقوه إلى ذلك لم يحصلوا إلا على تعويضات قليلة، وفي هذا الصدد حكى لنا الفنان محمد مغني في إحدى اللقاءات أنه اكترى ذات يوم سيارة تقله إلى فاس للحصول على تلك التعويضات ب 600 درهم وعندما دخل إلى المكتب وجد أن مبلغ التعويضات لم يكن سوى 200 درهم. سعيد مغضيش نموذج للفنانين الذين تأثروا بالإيقاعات الجديدة للموسيقى الأمازيغية بالأطلس الكبير، لكنه يصر على التشبث ببعض النوطات الكلاسيكية. رغم أن القرصنة قضت على إبداعية الكثير من الفنانين الذين اكتفوا باجترار الإنتاجات القديمة في المهرجانات والحفلات العائلية، إلا أن سعيد مغضيش يصر على الاستمرار في تزويد السوق بأشرطة جديدة دون أن يكترث لما تتسبب فيه القرصنة من أضرار مادية للفنانين ومن أخر أعماله " عميغ س إمططاون" الذي أخرجه رفقة الفنان المتألق موحى أمزيان .