كما هو معلوم أعطي الضوء الأخضر للشروع في التعاون العلمي بين جمعية أبغور للتنمية وشركة تويسيت والجماعة القروية الحمام من جهة وجامعة مولاي إسماعيل والمعهد الإيطالي ISMA-CNR من جهة أخرى حول مشروع " تثمين مواقع أثرية بعوام مدينة معدن عوام المعروفة عند السكان الأصليين ب ( إغرم أوسار ) وإنشاء منتزه أثري معدني". وفي هذا الإطار انطلقت في غضون الأسبوع المنصرم أشغال الحفريات بالموقع، وسبقتها دراسة علمية أركيولوجية أشرف عليها متخصصون إيطاليون وحددوا الموقع الطبوغرافي الذي سيشمله التنقيب بوسائل تقنية متطورة. فعلى طول 2200 متر تمتد أسوار إغرم أوسّار وقد حيكت عنها قصص وأساطير، وتحدث عنها باحثون ومؤرخون، لكن التنقيبات والحفريات كفيلة بالتنوير وتأكيد أو نفي كل الروايات الشفهية التي يتداولها المؤرخون وعموم الناس،على أمل إنشاء منتزه أثري معدني يسلط الضوء على تاريخ منطقة من المغرب المنسي. الأشغال يحضرها بالإضافة إلى المشرفين من المعهد الإيطالي لعلوم الآثار، رئيس جمعية أبغور للتنمية السيد: عبد الله الغزال، وأحد أعضاء جماعة الحمام القروية السيد: الحسين أكضى، دون أن ننسى أستاذين باحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وهما السيدان: ·الأستاذ مبروك الصغير، المتخصص حسب إفادته في الآثار والتراث الإسلامي (أي التراث الذي يبتدئ من القرن السابع) ·الأستاذ يوسف بوكبوظ المتخصص في التراث ما قبل التاريخ، والذي وافانا بتصريح مصور أجراه معه مراسلنا بعين المكان، استعرض فيه لمحة عن تاريخ المنطقة وذكر بالفترة المرابطية والموحدية والمرينية التي عرفت سك العملة النقدية بالموقع، كما أشار إلى المصدر التاريخي الهام الذي بصمه محمد حسن الوزان المعروف ب "ليون الإفريقي" والذي زار المنطقة في القرن السادس عشر واصفا "إغرم أوسّار" بمدينة معدن عوام التي كان يسكنها أثرياء وعمران راقي كما ذكر أن المنطقة كانت بها غابات كثيفة ويعيش فيها مختلف أنواع الحيوانات من أسود وفهود ونمور. يشار أن ساكنة المنطقة سجلت تحفظا بخصوص هذه الأشغال التي لا تعرف كيفية ترخيصها دون إشعار ذوي الحقوق والملك الخاص، وأبدوا امتعاضهم من الغموض الذي يسود هذا الورش من حيث موقعهم ودورهم وأيضا غياب الشفافية من حيث المسؤوليات والتموين. ولحد الآن ففي هذه البداية يتم سبر الموقع وتحديد نقطة الانطلاق وقد تم جمع بعض اللّقى من بقايا أواني خزفية وسيراميك، في انتظار تنظيفها ودراستها وأرشفتها. بعض اللقى الأولية