تقديم : طقوس الكتابة ،نافدة نلتقي من خلالها مع المبدعين والقصاصين والشعراء والزجالين والروائيين لنبحر معهم في عوالم مخاض النص . كيف يكتبون ومتى وأين؟ وما هي حالتهم وهم يبصمون على النص بعد اكتماله ؟ كيف هي نفسيتهم ،شعورهم إحساسهم ، قبل وبعد الولادة النهائية لإبداعاتهم؟؟ هذه سلسلة عبر حلقات على موقعكم خنيفرة أونلاين ، نغوص من خلالها في خبايا العوالم الخاصة للمبدعين .. وحلقة اليوم سنعيشها الكاتبة الفلسطينية عناق مواسي . بقلم عناق مواسي الكتابة عالم مركب فيه تجتمع فصول الأحاسيس كلها، تتكاثف الأفكار سحباً، تمشّيها رياح المخاض، فتهطل على الورق! الكتابة لا تصنف بمكيال واحد رقمي، هل هي نشطة في سيرها وسيرورتها. يدفعني الوقت غالباً للكتابة في الليل ذلك للقدرة على السيطرة على الأصوات المنبعثة من وإلى الفضاء الخارجي ! عندها أصغي أكثر إلى صوت الكلمة الذي يدندن في أعماقي . الصباح في العادة لإعادة النظر في وشوشات الليل الحرفية. كلا الحالتين من الفرح والحزن لهما نفس الخفق، ففي الفرح تنتشي الحواس وتستهل الأصابع بمجيد الكلمات لكن الحزن دروبه طويلة في الذات ونقشه أطول وحواسه مؤثرة. هذا هو وجع التراجيديا اللذيذ و هو يلدنا من الخاصرة. اكتب نص وفقا لدفقه الداخلي في ! هناك نصوص تحتاج لفترة طويلة حتى تخرج كلها ! الزمن يقف أحيانا عن مرور النص كاملا ً! بالطبع هناك نصوص تحتاج لنفس طويل كالروايات والقصص . ما من شك أن الفكرة تتبلور أيضا مع الكتابة، فالكتابة أحاسيس مركبة فيها تفكير وتحليل وتركيز وحذف وولادة ! لا يمكن اختزالها في عنق زجاجة ! المكان هو قارورة عطر بالنسبة لي، فلا تحلو الكتابة إلا بمكان يجعل الكلام مطرا منهمراً، أحب الزوايا المضاءة بإحكام وتحكم، كي لا تشغلني تفاصيل المكان ، فشهيتي للانشغال ومحاورة الأشياء تسبقني. حينما يأتي الدفق يكون شاعريا فوضويا أشعثا، غيمة محملة ببخار كثيف لا شكل له سوى البخار وأحبه هكذا، ثم أمسك إبرة الخياطة وأبدأ بالحياكة والتطريز وتركيب العقد وقص الزوائد.