* تخاطر القراءة النقدية بذاتها كلما دنت من نصوص تسحبها خارج الاكتفاء المزعوم للغتها الواصفة، وتحملها عنوة على اختبار إمكاناتها وقدراتها على الفهم والتفسير والتأويل. وتعد كتابة محمد الشركي من شاكلة هذه النصوص، لكونها تمتاز بابتكار متخيل جديد، ولغة فريدة، محفوفين برؤية جمالية وفلسفية تبلورت على حرف المخاطرة، وبمحاذاة التخوم، ومجاورة الأقاصي، والنفاذ إلى الطبقات الغائرة، حيث يثوي العالم في بدائياته الأولى. وسنحاول في هذه المداخلة* أن نقارب بعض ملامح هذه الكتابة من خلال النصوص التي احتواها كتاب « الأغوار» ( الصادر عن وزارة الثقافة سنة 2011)، والذي يضم إضافة إلى رواية العشاء السفلي»، كتابات شعرية موسومة ب «كهف سهوار ودمها» و «السراديب». * تلفت كتابة محمد الشركي بدءا من روايته « العشاء السفلي»، إلى كونها كتابة لا تمت بصلة إلى جماليات الاحتمال esthétique de la vraisemblance، أي جماليات تمثل «الواقع» ومماثلته. فهي تنشئ «واقعها» الخاص، المفارق للواقع المعاين والمشهود، ولإدراكاته المسنونة والمتواضع عليها. إنها تنتدب لنفسها مقاما آخر، أرضا أخرى، تتشكل من تضاريس ناتئة ومجوفة وغائرة. فالكتابة هنا لا تكتب العالم، أو لا تكتب عنه، كي تتمثله أو تحاكيه، بل هي تنكتب على حافته، وعلى تخومه، حيث تنفسح أمامها أبعاد مكانية (جغرافية) أخرى، هي المنافذ المفضية إلى اللامدرك واللامرئي، إلى البعيد والقصي، وإلى غير القابل للتمثل والتمثيل. من ثمة الأهمية القصوى التي تكتسيها الاستعارات المكانية والفضائية في كتابة محمد الشركي، والتي تؤكد على أن الكتابة لديه هي بالأولى جغرافيا وخرائط، امتدادات وأغوار، ممرات سرية ودهاليز، منحدرات، مهاوي وأجراف ..الخ، وأن متخيل الكتابة عنده لا ينفصل عن الصورة (الاستعارة) المكانية، بشتى تشكيلاتها وتنويعاتها، وإن استأثرت ضمنها صورة المكان الغائر، والسحيق، بمكانة خاصة. إن المكان الآخر من هذا المنظور، مكان قصي لا يوفر لمن يذرعه علامات تعرف les signes de reconnaissance كي يستهدي بها، إذ هو مكان «تتحير فيه المعاني والضمانات» ص 149، بل إن العابر إليه، لا يستطيع بلوغه إلا إذا تخلص من « محدودية أناه» ص149 ، أي إلا إذا استطاع تجاوز شرطه الإنساني العادي، والمحدود، وأصغى إلى الكثافات التي يتصير بها. غير أن صفة المكان الآخر، لا ينبغي تصورها بالشكل الذي قد يجعل العالم الآخر، الأرض الأخرى، «الهناك»، عالما متعاليا، لا يمت بصلة لعالمنا الأرضي، بل هو يحايثه محايثة الطيات ، بالمعنى الدولوزي، لذا يحدث له أن ينبثق عبر الشقوق والصدوع التي تكسر القشرة الصلبة للأليف والمعتاد والمحتمل، انبثاقا مهولا وفادحا، يصدي الرجات، ويرجع الهدير المدوي الذي يصخب وراء الجدران الصلبة والمصمتة للعالم الذي نحيا فيه. مثال ذلك المقطع الشذري في ديوان « كهف سهوار ودمها»، حيث تلتقط الكتابة حركة زلزالية غير مسموعة، تهز برغم ذلك القشرة الأرضية للشارع الساكن واللامبالي: « فرشت على الأرض شهادتها العليا ( ...) مثل حزام زلزالي. صامتة؟ وذاك أيضا صامت. أيها السادة، هدير الصامتين يصك الأرض» ص 86. من ثمة، تبدو الكتابة في هذا السياق مشدودة إلى بلد آخر، تتوق إلى تأسيسه، كي تعثر فيه « على حلمها المسكون بالشهوة الكبرى والحس البدائي بولادة العالم» ص 91. إنها كتابة تنفتح على الاحتمالات والإمكانات، أي أنها تتخطى الواقع، بما هو تشكل منته، كي تنفذ إلى « عالم زاخر بالقوى والخرائط والرهانات» ص 80؛ لذا يحدث لها- أي الكتابة- أن تستعيض عن الجدب والقهر اللذين يميزان مدينة، مثل مدينة الرباط، باعتبارها فضاء «التحكم والسلطة والبيروقراطية القاتلة»(ص 134)، تستعيض عنها بفضائها الآخر المحتشد بكينونات مختلفة وكثافات متغايرة : « ولولا حبك النائي و مشاعل الصداقة والبحر العالي برزخ الذكرى حيث يسهر شعب من الطيور المجهولة على امتداد افريزه القاري والسوسن المفتون على أجراف الأوداية والورود المرينية في شالة قرب أحواض الماء المحروس بسمك النون المقدس لتفاقم بداخلي بعد مزارك الصعب» ص 134 * تنحو الكتابة عند الشركي إلى وضع شخصياتها الإنسية ( أو بالأحرى شخصياتها المجاوزة للشرط الإنساني العادي) وشخصياتها الأسطورية على الحواف والتخوم والأجراف. ففي «السراديب»، تمضي عشتار في رحلة طويلة، تقودها عبر سبعة أجراف، تطل من خلالها على الأهوال والتحولات التي تخسف بالراهن، وتحيله خرابا. أما رواية « العشاء السفلي»، فقد وضعت شخصية مغران الذي أعاد اللقاء بعد فراق طويل بميزار ( وهما معا اسما الشخصيتين الأساسيتين في الرواية)، على التخوم، كي يحيا تجارب قصية، منتهاها تجربة العشق الفادح، التي اكتملت في «الليلة الكبيرة»، أو «الليلة البيضاء» التي فاضت بالحب الجارف والشبق الفائر، المندلع لهيبا حارقا بين ميزار (المرأة «الأم» التي احتضنت مهران وهو رضيع، وضاجعته وهو يافع) ومغران («ابنها» وعشيقها)، وهي الليلة التي أفضت إلى الغياب والموت (موت ميزار أو بالأحرى فناؤها). بدت علاقة مغران بميزار علاقة بغيرية جذريةune altérité radicale ، غير قابلة للتحديد أو للتسمية innommableأو للتمثل non représentable ، إذ تشكلت ميزار أحيانا دالا غائبا un signifiant absent ، يجتذب مغران إلى صفحة وجهه اللامرئية: « وجهك تعذر على الإمساك، أطللت على حافة جسدي، فرأيتك نائية، أسفل جذوري المظلمة، ولم أر وجهك». كما تشكلت ميزار أحيانا أخرى فداحة مشهدية، لا يمكن لمن ينتمي لهذا العالم، الإحاطة بها أوتسميتها: « يلزمني زمن آخر، ليس من هذا العالم، لأعيد كتابة مشهدك الجسدي كما داهمني في باب البهو لاسترداد ما لا يرد» وهي كائن، إن مثل، فإنما يمثل من خلال آثاره الزلقة، وعبر علامات « كنائية»، تحيل على شساعتها التي لا تقبل الحصر ولا تحتمل التمثيل: تمثل من خلال العطر، اليد المنسية، الرائحة اللبنية التي لا تقاس.. الخ. أما نداؤها الذي احتوته الرسالة التي بعثت بها إلى مغران كي تستقدمه إليها، فهو أشبه بنداء السرينات، نداء الغواية الجارف الذي لا يقاوم. وسيكون أيضا نداء ميزار حافزا لمغران على التنقل والترحل، بما يماثل السفر الدانتي في العوالم السفلى، أي التنقل عبر الأمكنة الصاعدة من الذاكرة الغائرة، ولقاء الأشخاص المنبعثين من موتهم ( لأنهم لم يبيدوا أبدا): لسان الدين بن الخطيب قتيل فاس، باب المحروق بفاس، الأسواق، بباعتها ونسائها، المقاهي الشعبية، سور قصبة النوار..الخ. وتتوالى هذه المصادفات واللقاءات من منظور إدراكي فريد، لا يدرك مغران من خلاله الأشياء والناس والأمكنة انطلاقا من موقع إدراكي احتمالي، موقع الإدراك العام، بل انطلاقا من إدراك قادم من جهة أخرى، تجلي السحيق وتفتق الرغبة الوحشية في أعطاف البائد، والساكن، والجاثم وراء حجاب الثيولوجيا. لنقرأ هذا المقطع: « رأيت نداءات الباعة تختلط بتراب الأسوار قبل أن تتناثر فوق أجساد النساء ووجوههن. سأحدثك عن وجوه النساء المسلمات وهي تلعب خارج ليل اللثام، عن جمالها الميتافزيقي وهي تهب نفسها سافرة للضوء النهاري. أحدثك عن سيقانهن الوثنية خارج فتحات الجلاليب، سيقانهن الموقعة لزمن آخر. فقد رأيت المسلمات مشتعلات على امتداد الأسواق، رأيتهن محكومات بغواية قديمة وحركاتهن نداء». لمغران إذن، رؤية خارجية، لا تمت بصلة إلى المنظور الثيولوجي الذي يحجب الجسد ، فهي رؤية تستقرئ آثار الجسد الوثني في الجسد المحجوب، وتصغي إلى الرجع البعيد للغواية القديمة مترددة في أعطاف الجسد « التقي» . إن عين مغران و دبيب رغائبه الحسية موصولان ببدائية أولى، لم تأسرها بعد الأنساق الدينية والأوثاق الثقافية. وهي ذات الرؤية التي تستقرئ الأمكنة، وتكشف ما تختزنه من نداءات منذرة ومخاطرة، تثوي طي الأثر الذي يبدو حائلا، ومتهدما، من قبيل سور « قصبة النوار»، الذي يبعث لمغران بنداء، يلتقطه ضاجا بالسحيق : « رفعت بصري نحو سور قصبة النوار، فبدا معرشا بدعوة لها شكل الخطر ذاته، دعوة مترنحة ومنهمرة بطيش من شجيرة تين مورقة بين أبراجه، دعوة مسكونة بحماقة شاملة بين أبراجه، كأن هذا السور يختطف العين، ويلحقها بالمشاهد الألوفية الراقدة فيه» ص 26-27 ستتخذ حركة مغران في المكان شكل انحدارات مستمرة، تكاد تكون انحدارا لا نهائيا ( « هبطت سبعة أدراج..»؛ « في آخر الطريق وجدت سبعة أدراج أخرى فهبطتها»)، كما اتخذت أيضا شكل عبور في الأنفاق، وفي الممرات الضيقة والدهاليز («ثم هبطت أدراجا رخامية فوجدتني في مدخل دهليز رحب ومسقوف بالزجاج»). لذا يمكن وصفها بالحركة « الأغوارية» ، تحت أرضية souterraine، تفضي به أحيانا إلى معاينة مشاهد راهنة متفسخة ( « مشهد رواد المقاهي الذين تلطخت أيديهم بحبر الجرائد، والكتب المتفسخة في الغبار ص 52)، ولقاء شخصيات عاشت تجارب فادحة ( حكاية الشاب الأعمى الذي فقد بصره بعد أن تملى الجسد العاري لسيدة القصر ص 57)، أو شخصيات أخرى استثنائية، كإدريس الثاني الذي تلوح ملامحه خلف «الوسيم ذي العمامة الخضراء، وسبابته الحاملة لشامة الأولياء ص 59)، والذي حاول ببناء المدينة ( فاس) إحلال رحم آخر مكان رحم القبائل. * تتخلل هذه التنقلات في المهاوي لقاء مغران بميزار، وهو لقاء كشف له، فضلا عن كون ميزار دالا غائبا، أنها بالإضافة إلى ذلك، دال أنثوي فاتن مترع بالدلالات السحيقة: « كان الإزار الأخضر طويلا، وأنت تقفين داخله، واهبة جسدك الهائل والرخو ما يكفيه من المكان، وساقاك مثل عمودين آشوريين يؤازران وقفتك الكثيفة وامتدادك الركين لحت لي في ضوء الشموع المرصوصة خلفك، سيدة جليلة وخلاسية، سيدة فرعونية العينين، بابلية الوجه، بربرية الوشم والأرداف، لحت أنثى غابوية الشعر، كهفية النظرات» ص 30 تسطع ميزار امرأة الفتنة المطلقة، والغواية القصية، جسدها مرصع من تشكيلات باهرة متنافرة تنتمي إلى الجمال الفادح للهويات العتيقة (فرعونية، بابلية، بربرية)، هويات بدائية غير ميتافزيقية، كما تلوح في كامل غموضها الكثيف، بشعرها الدغلي ونظراتها الكهفية. أما سرديتها عن علاقتها الأولى بمغران، واحتضانها له طفلا رضيعا، فإنها تشير إلى رسو علاقتها به منذ البداية، ليس على مهاد الأمومة « الثقافية» و الدينية، بل على حرف الأمومة البدائية، البرية والمتوحشة، المعمدة بحسية « ذئبة نازفة الأثداء وطفل وحشي مضرج الفم والأصابع بحليبها الدامي» ص 34 وقد أمعنت هذه السردية في إبراز وثنية العلاقة بين ميزار ومغران، من خلال الطقوس الذبائحية التي رافقت تسمية مغران ( ص36)، وذلك بالرغم من إخضاعه لا حقا إلى الطقوس الثيولوجية الأبيسية للختان. كما أبرزت هذه السردية التاريخ الشخصي لميزار، حيث بدا مفعول الوثنيات الكونية التي سافرت عبرها، وأقامت فيها، وتفاعلت معها أثناء رحلتها الطويلة والبعيدة التي امتدت من جنوب المغرب إلى فاس، قبل أن تمضي في سفر بعيد إلى افريقيا، وإلى أمريكا اللاتينية، وإلى بلاد الهنود الحمر، والقبائل البدائية، وإلى أهرام الأزتيك ... الخ. بالتالي، تشكلت ميزار دالا عتيقا، بدائيا، وأسطوريا، وسحريا، يكنز التاريخ العميق للشعوب البائدة، ويستبطن دلالات الرموز والطقوس المؤسسة للكينونات الأولى. * لقد هيأت الرواية في جزئها الثالث كل العناصر التي جعلت من الليلة الأخيرة التي جمعت ميزار « الأم الداعرة»، بمغران، طفلها، قبل أن يتحول إلى عشيقها، تكثيفا للقائهما الاستثنائي، الذي فاضت فيه الحواس، وأفضت إلى فناء ميزار وموتها. إنها الليلة التي تتحقق فيها دائرة العود الغامضة بشكل مختلف: « كنت أعرف أن ما حدث في السابق لا بد أن يحدث مرة أخرى.. أعطيتك صدري صغيرا وأعطيك إياه هذه الليلة كبيرا. لكني أعطيك آخر ما تبقى في: ومضة حمقي الأخير.. ما حدث قديما يحدث بوجه آخر. دائرة العودة تكتمل.. وهي أيضا دائرة الفراق. سأموت قبل طلوع الفجر» ص 69 ففي هذه الليلة الممتلئة بالفرح، بدا جسد ميزار، مضاء بجمال رهيب، كما بدا فضاء جغرافيا مشكلا من ذرى ومنحدرات (ص 65)، وموشوما بنقوش قديمة وأسطورية. أما لقاؤهما، فقد انتظم في حفل ديونيزوسي ، انتشت فيه الحواس، بل تهورت وترنحت، ساحبة مغران إلى أقاص، يصعب احتمالها وتمثلها. لقد أضفت الكتابة على جسد ميزار، وعلى أعضائه المثيرة أبعادا أسطورية وقداسية ووثنية، وجعلت مغران يستغور عبر استلذاذ جسدها هذه الأبعاد الشاسعة الكامنة فيه. « (..) نزلت تحت غلالة الساتان، وطرقت وادي الملوك. بشرة معجونة بلعاب الطيور الفرعونية، بشرة رخوية الأنهار المقدسة، مددت لساني، شققت طريقا بين الهرمين المتقابلين، وكان الدم والحليب يتخثران في الخوابي المأتمية المدفونة في كل هرم. بحثت عن الثمرة المرمية بحث الأعمى، فسمعت التدفقات تهدر داخلك مثل شلالات نياكارا، سمعت الأعياد الدموية صادحة بغنائها الذبائحي، وتراءى لي أخناتون شرق الهرم العالي فاقتربت، مد لي حبة العنب، وهو يقول لي بأنه عثر عليها في كتاب الموتى. أخدتها منه وصعدت» ص 68 إنها تجربة حسية قصوى، لا تنتمي إلى « هذا العالم»، تضع إزاء مغران جسدا «مردودا لقانونه الخاص، قانون الشهوة والدم البعيد». وبفعل ذلك، ينبصم جسد مغران وفكره بالهذيان، أي بهذا الدفق الذي يجرف في طريقه تحوطات الجسد و احتراسات الفكر. لقد حملت ميزار مغران، وعبر جسدها « الملوكي»، إلى أرض أخرى، دعته إلى اقتفائها والمكوث فيها: « كن حيث أرسلتك- الوداع» ص 34، باعتبارها مثوى الوجود الرفيع العالي، ومناط التجارب القصوى. ختاما، يمكن القول أن المتخيل الشعري والسردي الذي ابتدعته كتابة محمد الشركي، بلغاته المتفردة، وتشكيلاته الجمالية الفارهة، يبوئه موقعا فريدا وسط الإبداع المغربي والعربي. ولا يكفي بهذا الخصوص أن نصف ما كتبه بالمتميز والمختلف، إذ ينبغي أن نمضي أبعد لندقق في طبيعة هذا التميز والاختلاف. فهاتان صفتان غالبا ما تستعملان لتوصيف كتابات أدبية لا تستحق هذا التوصيف، ولا ترقى إلى جدارته. إن التميز والاختلاف في كتابة الشركي نابع من جذريتها الجمالية والرؤيوية، والتي لا تكتفي بالانزياح المحسوب عن المتخيل العام والجماعي، بل تعصف بهذا المتخيل، وتقيم مكانه متخيلا آخر، بلغة جديدة، لهما معا جرأة وصلنا ببدائيتنا الأولى، و جذورنا الغائرة التي انطمرت تحت الأوفاق الميتافزيقية والثيولوجية. *شاركت بهذه المداخلة في اللقاء الذي نظمته المديرية الجهوية للثقافة بمكناس حول إبداعات الكاتب محمد الشركي في إطار فعاليات المعرض الجهوي للكتاب يوم 26/11/2013