تلبية لنداء العمال المعتصمين، التحقت مجموعة من الفعاليات المدنية بمنطقة (إغرم أوسار) موقع اعتصام العمال أمام مدخل المنجم، من بينها الصحافة المستقلة في شخص مراسل خنيفرة أنلاين وملفات تادلة إضافة إلى ممثل عن الشبكة المغربية لحقوق الإنسان في شخص رئيس المكتب الجهوي للشبكة، وممثل عن المكتب الوطني للهيئة الوطنية للرقابة على الثروة وحماية المال العام بالمغرب. وتجذر الإشارة أنه منذ التحاقنا بعين المكان، تبين لنا حجم المعاناة الظاهرة على وجوه العمال وإصرارهم على مواصلة المعركة النضالية في سبيل تحقيق مطالبهم المشروعة التي يعتبرونها حدا أدنى لشروط العمل والحياة الكريمة. وبعد الكلمة الترحيبية التي ألقاها العمال، تناول الكلمة السيد حميد عقاوي عن الشبكة المغربية لحقوق الإنسان، معرّفا بالفعاليات التي قدمت لأجل مؤازرة العمال وتغطية اعتصامهم، ومشددا على ضرورة تحقيق الوحدة العمالية وعلى ضرورة توحيد المطالب. ثم فُتح المجال أمام العمال للتعبير عن شكاويهم وملفهم المطلبي، وفي كلمة أحد العمال صرّح بأن النقطة الأساسية التي أفاضت الكأس واستدعت الدخول في اعتصام مفتوح، كون الشركة امتنعت عن منح %5 كزيادة في الأجر أقرتها الحكومة وصادقت عليها الوزارة المعنية بعد حوارات مريرة ومراطونية مع المركزيات النقابية(...) غير ان مدير الشركة أبى إلاّ أن يتعنّت عن الاستجابة لهذا المطلب ضاربا كل القوانين الرسمية عرض الحائط. إلا أن العمال أصروا على التعبير عن معاناة لا حصر لهاالتي تفوق وتتجاوز كل الحدود، يقول أحد العمال (ص. ع): " لم تتعب الشركة بعد من مصّ دماء العمال، فأنا شخصيا اشتغلت في هذا المنجم لمدة 18 سنة ولم أربح من هذا غير الفقر والأمراض، ولم أستطع التكفل بمصاريف العائلة رغم أنني مرسّم، فالأجرة مستقرة ومتطلبات المعيشة في ازدياد... لهذا أقولها لقد سئمنا من أكاذيب الشركة التي لا تنتهي، من قبيل المستشفى الخاص الذي وعدت به الشركة بجلب دكتور متخصص وأعطت مدة ثلاث سنوات كأقصى حدّ لتحقيق ذلك، لكن الواقع أن المدة تجاوزت عشر سنوات ولم يتحقق شيء" ويضيف عامل أخر، "بدأت العمل في الشركة منذ عام 1998 واشتغلت منذ تلك الفترة تحت الأرض، بدون توقف في غياب أدنى شروط السلامة والعمل الكريم، بل اضطررنا إلى شراء معدات العمل من قبيل (حذاء العمل"بوط"، بزّة العمل ...) وأصبت أكثر من مرة بجروح على مستوى اليدين والرجلين ولم أبلّغ عنها مخافة الطرد الذي يتعرّض له كل من علمت إدارة الشركة بجروحه". هذا ويضيف أن الأرض التي تستغلها الشركة في ملكيتهم الخاصة ولا نستفيد منها شيئا البتّة، بل إن الشركة تنتقم منا بقطع التيار الكهربائي كما هو الشأن الحاصل بدكان مجاور لمكان الاعتصام الذي رصدناه عن قرب وهو شكل من أشكال انتهاك حقوق الإنسان المتعارف عليها محليا ووطنيا ودوليا. يعقب السيد (أوناصر) أخ الضحية المتوفى في حادثة سقوط المصعد، ويقول: توفي أخي الحسين، كضحية للاستغلال البشع للعمال حيث تغيب شروط السلامة كليا، توفي تاركا ثلاثة أبناء، و استجاب مدير الشركة لمطلب السلامة مباشرة بعد أسبوع من الحادث، غير أن ذلك لم يكن سوى تسويف و مراوغة فاضحة من أجل العودة للعمل، و مباشرة بعد الالتحاق بالعمل تكرر الحادث بجبل عوام (المنجم الرئيسي) وكان المصعد فارغا و توقف العمال ثمانية أيام عن العمل، ثم تكرر الحادث مرة أخرى و هذه المرة بمنجم سيدي احمد، مما يدل على لامبالاة الإدارة، وتلاعبها بمصير حياة العمال من أجل المزيد من الأرباح لصالح تماسيح استطاعت لي ذراع الحكومات المتعاقبة فما بالك بمئات العمال.. يتدخل عامل آخر (م. ه) ليضيف مزيدا من الأمثلة على الوعود الكاذبة التي أصبحت عُرفا راسخا في سلوك إدارة الشركة، وتحدث عن وعود من مدير الشركة من قبيل تحسين وضعية العمال وبشكل جيد بمجرد انطلاق العمل بالمعمل الجديد، غير أن الأيام أكد أن دار لقمان ماتزال على حالها، بل عرفت تراجع على كافة الأصعدة من سلامة وتطبيب ومص عرق العمال خصوصا المؤقتين الذين يُستغلون في أعمال فوق طاقتهم و منهم من عمل "مُؤقتا" مدة تتجاوز 14 سنة عند مقاولة تُدعى "تيغانمين" وانسحبت الشركة دون أن تُؤدي سنتا واحدا للعمال وكأننا في غاب.. و بعدما ذكّر بالأرباح الخيالية للشركة على حساب اليد العاملة و المنطقة برمُتها انتقل إلى المطالب التي وصفها بالمطالب العادية و التي لا ترقى لأبسط حقوق الكرامة الإنسانية فبالإضافة ل 5%التي أقرتها الشركة تحدث عن التعويض عن الكراء و المكافأة أو ما يصطلح عليه PRIME كما تحدث عن وجوب ترسيم كل العمال الذين تجاوزت فترة عملهم الفترة القانونية التي تكسرها الشركة بالغصب و الاستبداد.. ثم عقّب العامل (ح. أ) أن أجرة العمال في حدها الأعلى لا تصل للحد الأذنى القانوني "السّميك" 3000 درهم، خصوصا عند العمال المؤقتين الذين يُستغلّون في الأنفاق ب 12 درهم للساعة، كما أن المرسمين بدورهم لا تصل أجرتهم للحد الأذنى إذن كيف لا تشملهم هذه الزيادة.. كما تحدث عن الفوضى في التشغيل، حيث تُشغّل الشركة بدون سند قانون عديد العمال المتقاعدين، كما توظُف متقاعدين آخرين وطالب بتحقيق في الموضوع.. بعد كلمة العمال تناول الكلمة ممثل الشبكة المغربية لحقوق الانسان و وصف تصريحات العمال بالصادمة و وصف المنطقة بضيعة محيطة بذئاب، وقال: نحن مستعدّون للوقوف إلى جانبكم في هذه المحنة إلى غاية تنفيذ مطالبكم العادلة، و نحن نعمل ضد "لوبيات" الفساد، و مساندتكم كعمال و مستضعفين واجب و هم نحمله على عاتقنا قبل ختم هذا التقرير، نتوصل من مصدر عمالي موثوق به أن المكتب النقابي يدعو لاجتماع طارئ صبيحة الغد بتيغزى حيث تقع إدارة شركة "تويسيت" المستغلة للمناجم و ذلك يضيف المصدر بحضور ممثلين نقابيين من مكناس لحسن المرابطي/ علي ألحسن أو عبيشة