كأنني أمام مشهد اجتمعت عناصره مع بعضها بصعوبة .أن تكون ما أنت عليه هو أعتى شيء يمكن أن تصل إليه، أن تكون حمضك النووي و جيناتك الإستشرافية ، و أن تعي أن آلية الكتابة ليست مدفونة في أعماقك ، وإنما هي لقية عظيمة أنارها حب القراءة لديك لذلك أجدني مفصولا عن طقس محدد يربطني بالكتابة،و كأن ذلك ترفا زائدا لا أستحقه أو لا يليق بي أساسا. غالبا ما فكرت في مكان خيالي خال و سري ممتلئ بالكتب و تنبعث من جنباته موسيقى باذخة ،مفصولا عن الضوضاء و اليومي القاهر،أمارس فيه هذا الهوس بشغف لكن هيهات... قد لا أدرك حقا ما تعنيه طقوس الكتابة في لجة تواصلي مع الحبر كل ما أعلمه أني بحاجة إلى ورقة و قلم عندما تجتاحني الرغبة العارمة في المكاشفة، أو عندما تثير فيَّ قراءة راقية الطرق على باب الكتابة . هي طموحات بعيدة لكيانات مفصولة عن صيرورتها ، لأرواح تقف وحدها في صقيع اليومي، تتمنى أشياء كثيرة من جملتها أن تجترح لها طريقة و طقسا موسومين بالمغايرة في لجة الكتابة لكن واقع الحال يقول أن مجرى الأمور هي طبيعية جدا مثل الحاجات الجسدية، فقط في حاجة إلى زخة مطر ،فأنا مفتون بالمطر و أشتي عندما تشتي، و فترة خصوبتي هي فصلي الخريف و الشتاء، فيهما أقرأ كثيرا و أكتب ما تيسر، فالكتابة هي نبتة الخلود السامقة يجب أن نداوم سقيها حتى تضحي أكثر اخضرارا و حياة. بقلم : أحمد شكر