هل قدر للطبيب محمد الشيخ بيد الله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن يتقمص دور رجل الإطفاء لإخماد نيران الخلافات وصراع الأجنحة داخل الحزب الوليد، الذي ما أن بلغ سن الفطام حتى بدت عليه ملامح التقهقر والتذبذب نتيجة صراع صقور الحزب وقيادته الجهوية والوطنية؟ فمباشرة بعد إخماد الثورة المتمردة لفاطمة الزهراء المنصوري، والتي فجرت قنبلة من العيار الثقيل في وجه حميد نرجس الرجل القوي بحزب "البام" بجهة مراكش، بإعلانها الاستقالة من الحزب ومن العمودية على خلفية ما وصفته في استقالتها الموجهة إلى والي مراكش وإلى بيد الله، بتضييق الخناق عليها والتدخل في شؤون تدبيرها للشأن المحلي للمدينة،( مباشرة) بعد ذلك طفت على السطح في مطلع الأسبوع الجاري، أزمة داخلية تندر بدخول حزب "البام" في نفق نظلم بعدما فجر حميد نرجس قنبلة ثانية من العيار الثقيل بعدما قدم استقالته من مهامه كمنسق جهوي للحزب بجهة مراكش لأسباب أرجعتها مصادرنا إلى ما وصفته بسيطرت جناح اليساريين على القرارات الداخلية للمكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة. كما تأتي هذه الإستقالة في خضم الصراعات الدائرة داخل الحزب بسبب التزكيات الحزبية للانتخابات التشريعية المقبلة، خصوصا بعدما زكت الكتابة الجهوية بمراكش برئاسة حميد نرجس مجموعة من الأسماء والوجوه المحسوبة على الأعيان للترشح تحت معطف "التراكتور"بالمدن والأقاليم التابعة للجهة، إذ عمدت الكتابة الجهوية للحزب إلى رفع لائحة بأسماء المرشحين المقترحين إلى لجنة الانتخابات بالمقر المركزي للحزب، قصد المصادقة عليها غير أن رياح الموالين لحميد نرجس جرت بما لا تشتهيه سفن الغاضبين، ولاسيما التيار المناوئ لحميد نرجس بقيادة العمدة فاطمة الزهراء المنصوري والبرلمانية فتيحة العيادي، حيث اندلعت مباشرة بعد الإعلان عن أسماء هؤلاء البرلمانيين المحتملين موجة غضب عارمة، استعملت خلالها حرب البلاغات والبلاغات المضادة، تكللت بإصدار عريضة استنكارية تحمل 80 توقيعا وتطعن في الطريقة المعتمدة من طرف نرجس في انتقاء المترشحين باسم الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة، إذ اتهم الموقعون على العريضة حميد نجس بخروجه عن المنهجية الديمقراطية التي أفرزتها لجنة الانتخابات، كمعيار أساسي في مجال منح التزكيات الحزبية، كما اتهموه بإقصائهم وإنحيازه إلى الموالين له من الأعيان، وهو ما تداوله المجلس الوطني للحزب خلال السبت الماضي، وقرر على إثره بإلغاء جميع الترشيحات المقترحة من لدن الكتابة الجهوية بجهة مراكش. وحسب بعض المعطيات التي حصل عليها الجريدة، فقد قررت لجنة الانتخابات المركزية بحزب "البام" إعادة (الدمصة) من جديد، وقامت بتزكية فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش بدائرة المدينة سيدي يوسف بن علي، وعدنان بن عبد الله بدائرة المنارة، وجميلة عفيف بدائرة جليز النخيل، وهي التزكيات التي كانت بمثابة ( صفعة) قوية لحميد نرجس، مما دفع ها الأخير إلى تقديم استقالته من مهام التنسيق الجهوي، وهي الاستقالة- القنبلة- التي فجرها خال الهمة من جديد. وقد تم تعيين أحمد التويزي منسق الحزب بإقليم الحوز، منسقا جهويا رسميا لحزب التراكتور بجهة مراكش، والعمدة التي تنتشي هذه الأيام بانتصارها على الرجل القوي حميد نرجس كمنسقة للحزب محليا بمراكش.كما علمت الجريدة أن ( المنصورة ) فاطمة الزهراء المنصوري، تستعد لإعادة تنظيم الحزب هيكليا بمراكش ومحاربة ما أسمته بالمفسدين فيه، وكل من كان مواليا لحميد نرجس.