تمهيد : من جهة تدعو هذه الحكاية إلى احترام الجار ...و من جهة أخرى تقوي ذاكرة الطقل و تحفزها .. حاول أيها القارئ الكريم أن تسترجع ما قامت به القبرة من أجل استرداد قبعتها ما ورد وسط الحكاية بلون مغاير لتختبر قدرتك على التذكر .. الحكاية كان حتى كان ، فيما مضى من الزمان ، حتى كان الحبق و السوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام .. كانت أم سيسي و هي نوع من الطيور ساكنة مع القبرة في نفس الغرفة، فقالت لها: اقعدي أنت في البيت لترتبيه و تنظميه، و أنا سأذهب لأغسل الصوف في الوادي. قعدت القبرة في البيت فمر بائع العنب و هو ينادي : من يريد العنب، من يريد العنب . فاشترت منه عنقودين ، عنقود أكلته و آخر تركته لجارتها ورفيقتها أم سيسي ، و قالت : آكل هذا العنقود و أترك للعصفورة عنقودا. تأخرت أم سيسي في العودة من غسيل الصوف، فأصبحت تخرج من البيت و تطل و تعود إليه ،وعندما ترى أنها ليست قادمة تقصد العنقود الذي تركته لها فتنقب منه حبة .. فبقيت القبرة على ذلك الحال حتى أتت على عنب العنقود كله، و لم تبق للعصفورة شيئا، و عندما أتمت العنب رمت الأعواد المتبقية على الأرض . و جاءت أم سيسي بعد أن غسلت الصوف ، فوجدت أعواد العنقود مرمية ، و هي فارغة من العنب، فعلمت أن القبرة قد أكلت العنب في غيبتها، فقالت لها: اشتريت العنب أيتها الغادرة و أكلته ،و لم تتركي لي نصيبي و نحن شريكتان في كل شيء؟ قالت لها : لم اشتر شيئا. فاستغفلتها و خطفت لها قبعتها، فقالت لها القبرة: ارجعي لي قبعتي. قالت لها: حتى تعطيني نصيبي من العنب. ارجعي لي قبعتي؟ قالت لها: والله لن ارجع لك ذالك حتى تعطيني نصيبي من العنب. ذهبت القبرة عند الدالية، وقالت لها: أعطني عنقودا من العنب لأم سيسي، و هي تعيد لي قبعتي. قالت لها: حتى تأتي لي بالماء من العين. ذهبت عند العين وقالت لها: أيتها العين أعطني الماء، الماء للدالية و الدالية تعطيني العنب و العنب لأم سيسي ، و هي تعيد لي قبعتي. قالت لها العين: لن أعطيك الماء حتى تأتيني بالمطربين يعزفون على رأسي. ذهبت القبرة عند المطربين، وقالت لهم: أيها المطربون تعالوا معي و اعزفوا على رأس العين، و العين تعطيني ماء والماء للدالية، و الدالية تعطيني العنب و العنب لأم سيسي و هي تعيد لي قبعتي. قال لها المطربون: لن نعزف حتى تأتينا بكبش نذبحه على رأس العين. ذهبت القبرة عند الراعي و قالت له: أيها الراعي اعطني خروفا و الخروف للمطربين،والمطربون يعزفون على راس العين، والعين تعطينا الماء ،و الماء للدالية و الدالية تعطيني العنب، و العنب لأم سيسي و هي تعيد لي قبعتي. قال لها الراعي: لن أعطيك خروفا حتى تأتيني بجرو من عند الكلبة كي يحرس لي الغنم. ذهبت القبرة عند الكلبة، و قالت لها: أيتها الكلبة اعطني جروا و الجرو للراعي،والراعي يعطيني خروفا و الخروف للمطربين ،و المطربون يعزفون على راس العين و العين تعطيني الماء، و الماء للدالية و الدالية تعطيني العنب، و العنب لأم سيسي و هي تعيد لي قبعتي. قالت لها الكلبة: لن أعطيك ما طلبت حتى تأتيني بالمشيمة من عند الفرس لآكلها . ذهبت القبرة عند المهرة، وقالت لها: أيتها الفرس اعطني مشيمتك و المشيمة للكلبة، والكلبة تعطيني جروا و الجرو للراعي،و الراعي يعطيني خروفا و الخروف للمطربين ،و المطربون يعزفون على رأس العين و العين تعطينا الماء،والماء للدالية و الدالية تعطيني العنب، و العنب لأم سيسي وهي تعيد لي قبعتي. قالت لها المهرة: لن أعطيك ما تطلبين حتى تعطيني الحشيش من عند الحصادين. ذهبت القبرة عند الحصادين و قالت لهم: أيها الحصادون أعطوني الحشيش، و الحشيش أعطيه للمهرة و المهرة تعطيني المشيمة و المشيمة للكلبة ،و الكلبة تعطيني جروا ،و الجرو للراعي، والراعي يعطيني خروفا ،و الخروف للمطربين والمطربون يعزفون على راس العين، و العين تعطينا الماء و الماء للدالية، و الدالية تعطيني العنب ،والعنب لأم سيسي و هي تعيد لي قبعتي. قال لها الحصادون: حتى تأتي لنا بسلة خبز و جرة سمن . فذهبت إلى وسط الدوار، و بدأت تصرخ و تقول: أسرعوا يا أهل الدوار الحقوا عجولكم فهم يرضعون. فلما سمع الناس الصياح خرجوا من بيوتهم و هم في هرج و مرج ، فدخلت القبرة و أخذت جرة السمن وقفة خبز. أخذت الخبز و السمن و أعطته للحصادين فأعطوها الحشيش و الحشيش أعطته للمهرة فأعطتها المشيمة، و المشيمة أعطتها الكلبة فأعطتها جروا،والجرو أعطته للراعي و الراعي أعطاها خروفا ، و الخروف أعطته للمطربين و المطربون عزفوا على رأس العين ،و العين أعطتها الماء والماء أعطته للدالية ، فأعطتها عنقود عنب و العنب أعطته لرفيقتها أم سيسي التي أعادت لها قبعتها . وسيلي يا حكايتي من واد إلى واد و أنا أبقى مع الناس الأجواد المصدر : الدكتور محمد فخرالدين كتاب موسوعة الحكاية الشعبية الحكاية 53 رسم الكاتب انتظروا غدا حكاية عن تاجر حلابو للي داه ما جابو و للي خلاه ما صابو