تمهيد : تعانق الحكاية من خلال رموزها الذئب القنفذ النعجة البقرة السلوقي اليوتوبيا الاجتماعية ، تتوق إلى الإنصاف وتحقيق العدالة داخل المجتمع ، و اجتناب ظلم القوي للضعيف .. الحكاية كان حتى كان ، فيما مضى من الزمان ، حتى كان الحبق و السوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام .. في يوم من الأيام جاء الذئب و القنفذ عند البقرة ، وأرادا أن يأخذا لها ولدها غصبا ، فقالت لهما باسترحام: يمكنكما أخذ ما تجدان عندي .. إلا ولدي . قالا لها بمكر: نحن لم نقل شيئا. فأصبحا كل يوم يأتيان عندها و يأكلان ما عندها من لبن و حليب و زبدة حتى لم يتركا لها شيئا ، و لما نفذ ما عندها من طعام وزاد.. و نفذ صبر البقرة وقصدت السلوقي لينصفها فوجدته جالسا في صدر مجلسه ، و كل صاحب مظلمة يجيء عنده ، فلما جاء دورها دخلت عنده و حيته باحترام ووقار، فرحب بها و قال لها : ما أتى بك يا عمتي البقرة ؟ فحكت له القصة من البداية إلى النهاية، قال لها: ضعيني في بيت مظلم و ضعي في عنقي حبلا، وقولي لهما خذا ابني إذا رغبتما في أخذه . قامت البقرة بما أشار عليها به السلوقي . وفي اليوم التالي جاء الذئب و القنفذ و سألاها أن تعطيهما من السمن و اللبن، فقالت لهما: لم يتبق لي شيء ..إذا أردتما ابني فخذاه و جراه بهذا الحبل و اذهبا به. و فعلا أخذا منها الحبل و بدأا يجران السلوقي دون أن يرياه فقد كان في الظلام ، و هما يعتقدان أنهما يجران العجل ،و السلوقي يتقدم قليلا ثم يعود إلى مكانه . و حدث أن التفت القنفذ فرأى العجل يرضع من البقرة ،ففطن إلى الحيلة و طلب النجاة لنفسه ، وقال للذئب: السلام عليكم ، لقد سمعت آذان العصر سأذهب لأتوضأ وأصلى . رد عليه الذئب: إذا ذهبت الآن لن تنال نصيبك من الغنيمة . ابتعد القنفذ وبقي الذئب يجر الحبل معتقدا انه يجر العجل ، فخرج إليه السلوقي ، و طارده فهرب وهو يقول و كأنه ينادي القنفذ: لقد قلت لك يا محند أن نترك ولد اليتيمة وشأنه .. و في الأخير قبض عليه السلوقي و افترسه . و سيلي يا حكايتي من واد إلى واد و أنا أبقى مع الناس الأجواد المصدر : الدكتور محمد فخرالدين كتاب موسوعة الحكاية الشعبية الحكاية 28 الرسم للكاتب انتظروا غدا حكاية أخرى حول معاناة زوج .