نزل أكثر من 400 شاب صحراوي وبعض من عائلاتهم من سكان إقليم بوجدور بينهم حاملين للشهادات العليا وموجزين وعاطلين عن العمل محاولين محاصرة سوق السمك بميناء بوجدور احتجاجا على ما وصفوه بنهب الخيرات البحرية التي تزخر بها النقاط البحرية بإقليم بوجدور، تستحوذ عليها شركات خاصة للصيد البحري في ملكية نافذين بالإضافة إلى تجار الأسماك المتخصصين في تهريب الأسماك ذات الجود العالية والرخويات المطلوبة عالميا يطلق عليها البحارة اسم (الذهب الأبيض) لكن تدخل القوة العمومية حال دون ذالك وتم إحباط محاولات مماثلة بنقاط الصيد خارج المدينة التي بدورها عرفت تدخل الجيش مانعا الشباب من تنفيذ أفعالهم. وعلى إثر فشلهم في محاصرة نقاط الصيد المذكورة كان رد فعلهم عنيف حيث اندلعت أحداث دامية بين المتظاهرين الشباب وقوات الأمن العمومية ليلة الخميس 28يوليوز 2011 على الساعة الخامسة مساءا واستمرت إلى حدود ساعات متأخرة من الليل, وشهدت مدينة بوجدور عدة اعتصامات واحتجاجات مفتوحة للموجزين والحملة الشواهد والعاطلين عن العمل والمقصيين من السكن وكما هو الحال يتم توظيف مثل هذه الأحداث من طرف جهات محلية في صراع مع جهات مركزية، صراع يطلق عليه ببوجدور حرب المواقع... واستعملت في هذه المواجهة الدامية العصي والحجارة وقنينات الغاز الحارقة وتم إضرام النار في عدد من السيارات الخاصة وتكسير واجهات وكالات بنكية بالإقليم وقطع الطرق العامة وتم تبادل الرشق بالحجارة في هذه المواجهة وتكسير زجاج حافلتين تربط بين أكادير والداخلة، من المرجح أن تعود الأحداث الدامية إلى الواجهة في ظل استمرار مطالبة الشباب الصحراوي العاطل عن العمل بحق الشغل، ذالك بعد سلسلة من أشكال الاحتجاج والاعتصام السلمي الذي دام عدة شهور ولم يفضي إلى أي نتيجة تلبي مطالب الشباب المشروعة وما عمق من غضب شباب بوجدور هو تخصيص 200 منصب شغل كحصة لعمالة العيون مقابل عشر مناصب شغل كنصيب شباب عمالة بوجدور هذه المفارقة الخطيرة أججت من غضب الشباب الشديد ونقمه على الوضع ولجوئه للمطالبة بخيرات الإقليم بطريقته الخاصة لكن قوات الأمن العمومي تدخلت بالقوة من أجل ثني الشباب الصحراوي عن القيام بأفعاله ببوجدور فرغم التعزيزات الأمنية التي قدمت من العيون استطاع الجيش أن يبسط سيطرته ويتحكم في الوضع ويعيد المدينة إلى أمنها وهدوئها وانتشاره بالإقليم وبنقاط الصيد البحري تجاوب معه الشباب والمحتجين بلباقة...