يعتبر ميناء بوجدور الجديد بمثابة قاطرة للتنمية المستدامة في أفق تنفيذ الجهوية ، إذ سيساهم المشروع في اخراج المنطقة من عزلتها الاقتصادية و التجارية ، حيث تراهن الساكنة على هذا المشروع الهام . إن انجاز الشطر الأول من الميناء الجديد الهدف منه هو تحسين ظروف استقبال سفن الصيد في اعالي البحار و كذا السفن التجارية ، المشروع بلغت تكلفته ما يناهز 270 مليون درهم ، منها 220 مليون درهم ، خصصت للحصة الأولى لتثبيت الحواجز و جلب الحجارة و 50 مليون درهم كحصة اضافية خصصت لانتاج الارصفة والتجهيزات،حيث كلف هذا المشروع جلب 132000 م مكعب من الاحجار الصخرية ، و81200 م مكعب من الخرسانة و كذا 450100 م مكعب من الخليط ، و147000 م مكعب من الردم... هذا الكم الهائل من الخرسانة و الاحجار و الردم جاء من أجل انجازالحاجزالرئيسي المشيد على مسافة طولها حوالي 800 متر ، وكذا حاجز عرضي طوله حوالي 300 متر، علما بأن الأشغال تأخرت شيئا ما نظرا للصعوبات التي يواجهها المشرفون على المشروع أثناء هيجان البحروالتقلبات المناخية ، المشروع الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس أثناء زيارته لبوجدور في 26 يونيو 2006، سيجلب كبار المستثمرين لهذه المنطقة وكذا إحداث عدة وحدات صناعية كمعامل لتصبير الأسماك ومحطات للتبريد ، هذا المشروع سيكون لا محالة مفتاح خير على الاقليم ، و على مختلف شرائحه الاجتماعية و خاصة الشباب العاطل منه ، اذ سيوفر أزيد من 1000 منصب شغل لأبناء المنطقة الراغبين في العمل الشريف بدلا من ركوب قوارب الموت و الحلم في الوصول الى الضفة الأخرى . إن ميناء بوجدور الجديد كان و لايزال حلم ساكنة الاقليم و من ضمنهم البحارة العاملون بالقطاع . يوجد ميناء بوجدوربالجهة الاطلسية الجنوبية خط عرض 20 / 24 بين مدينة العيون شمالا و إقليم وادي الذهب جنوبا . إن ميناء بوجدور سيمكن من استغلال عدة مؤهلات بحرية يمتاز بها الاقليم ، وهذا ما سيجعله ينافس الموانيء الأخرى المتواجدة بالمناطق الجنوبية ، من حيث موقعه الجغرافي الذي يربطه بين الجهتين و قربه من العديد من دول امريكا اللاتينية ، كما يعتبر بوابة على العديد من دول افريقيا ، و من المتوقع أن يستقبل الميناء أساطيل الصيد بأعالي البحار وكذا استقبال سفن الصيد الساحلي و التقليدي .. إن إنجاز هذا المشروع سيساهم في الحد من تعرض البحارة لعدة حوادث بحرية التي تحدث بين الفينة والأخرى أثناء خروج قوارب الصيد التقليدي وكذا عند عودتها من الصيد إلى اليابسة ، حيث يسفرذلك عن العديد من الوفيات في صفوف بحارة قوارب الصيد التقليدي الصغيرة الذين يعانون الأمرين من خلال استغلالهم الرخيص من طرف بعض تجارالسمك بالمناطق النائية البعيدة عن الميناء الجديد ، كمنطقة كاب 07 ، المتواجدة بنفوذ جماعة اجريفية جنوب مدينة بوجدور ، ومنطقة سيدي الغازي ، التابعة لجماعة لمسيد ، هذه المناطق التي يعمل بها أزيد من 7000 بحار تقليدي يعملون على متن 5000 قارب صيد ، يعيلون آلاف الأسر ويعملون في ظروف جد صعبة ويعانون من المضاربة واحتكارالسوق من طرف مجموعة من تجارالسمك الذين يحكمون قبضتهم الحديدية و يحددون سعر أثمنة المبيعات حسب هواهم في غياب المنافسة الشريفة وفسح المجال لتجارآخرين قادمين من مدن أخرى قصد المتاجرة والاستثمار في هذا المجال الحيوي ... إن سواحل بوجدور تزخر بثروة سمكية هائلة من قشريات ورخويات و فواكه البحر، نظرا لجودتها المطلوبة عالميا ، هذا ما جعل اسواق السمك تحتكر بشكل فظيع من لدن لوبيات تتحكم في زمام الأمور، وكذا «مافيا التهريب» التي تضر باقتصاد المنطقة و التي تؤثر بشكل واضح على عائدات المبيعات التي يتم تحويلها الى حساب الجماعات المعنية بالاقتطاع ، يتراوح ما بين 20% و 25% ، من مبيعات الثروة السمكية في غياب المراقبة الصارمة ببعض نقط الصيد النائية والبعيدة عن المركز نظرا لشساعة سواحل بوجدور, وبالتالي يصعب ضبط المتلاعبين ، أما ضبط الكمية المصطادة فحدث و لا حرج ، لأن العديد من الاطنان لا تؤدى عنها رسوم المبيعات ، أي ما يعرف بالطاكس ، حيث يقع تلاعب في الكمية المصطادة اثناء عملية ضبط الوزن بالمناطق المذكورة سابقا رغم المجهودات المبذولة من طرف المكتب الوطني للصيد وكذا المندوبية الاقليمية للصيد لمحاربة هذه الظاهرة ، إذ نجد بعض التجار يتحايلون على القانون ، هذا ما جعل الثروة السمكية في مهب الريح ، وأصبحت لعبة في أيادي بعض الأشخاص الذين يحملون شعار «النهب و التهريب العشوائي» ! إن المستفيد الرئيسي من هذا الوضع هم تجار مدعومون من طرف أناس اغتنوا على حساب ثروة الشعب المغربي بالاقاليم الجنوبية، و التي أصبحت تحت رحمة أشخاص لا هم لهم سوى الربح السريع ، الشيء الذي دفع بالدولة المغربية الى وضع حد لهذا «النشاط» من خلال التسريع بإخراج مشروع ميناء بوجدور الجديد ، و كدا التجند لمحاربة ظاهرة التهريب بالمناطق النائية الممتدة على طول سواحل مدينة بوجدور البالغ طولها حوالي 350 كلم تضم عدة نقط للصيد التقليدي تعتبر مرتعا لمافيا التهريب و الهجرة السرية ، كما توجد بها عدة قرى للصيادين ، كقرية اكطي الغازي و كذا قرية الصيادين بمنطقة كاب 07 بمنطقة اجريفية و قرية الصيادين بمركز لكراع التي اغلقت بدعوى انها منطقة محمية بنيت بها عدة منازل سكنية وعدة مرافق ادارية... و بلغت استثمارات الدولة بها أزيد من عشرة ملاييرالسنتيمات اصبحت في مهب الريح ، و أما المنطقة الشهيرة التي تبعد عن بوجدور بأقل من 100 كلم ، و المعروفة على الصعيد الجهوي والوطني بخزان للرخويات، إن لم نقل «كنز»، تم إغلاقها فقط في وجه البحار التقليدي بالاقليم ، وذلك لغرض في نفس يعقوب ، في وقت نرى بالعين المجردة عدة بواخر وسفن الصيد الساحلي تصطاد بالمناطق المحمية و غير المسموح بها لسفن الصيد الساحلي بالنقطتين المذكورتين ، مع الاشارة إلى أن هذا الاغلاق يعتبر بمثابة كارثة اقتصادية محلية وجهوية ، وكان له تأثير سلبي على اقتصاد الاقليم بصفة خاصة ، مما دفع بأغلب بحارة الاقليم الى مغادرة المنطقة والبحث عن البديل بشواطىء المناطق الشمالية من المملكة... فإلى متى سيستمر هذا الوضع ؟