إذا كانت اللحظة التاريخية التي عاشها ذلك الكهل في تونس، وهو يردد : هرمنا ..هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، قد أدخلته وتونس للتاريخ، معبرا عن ابتهاج بالثورة والحرية في بلده، فإننا في المغرب لا يسعنا إلا أن نردد أننا هزمنا.. هزمنا في هذه اللحظة التاريخية التي يجتازها المغرب. هزمنا لأننا لم نعرف كيف نستثمر كل هذا التحول والتغيير الذي يشهده العالم العربي، هزمنا أمام شساعة الفساد وقوة اللوبي الفاسد، هزمنا بعدما لم نجعل من كياننا كمواطنين مغاربة وشعب عريق في أن نحقق الرقي والنمو لكل فرد ينتمي لهذا الوطن.. هزمنا أمام كل هذه الإعتقالات التي تستهدف عقول وأقلام الشرفاء، الذين قالوا للشيطان لا.. لا في وجه من نهبوا أموال الأمة وأفقروا شعبها وجوعوه، ثم جعلوه في كل مكان يسعى لقمة عيش عصية بمد يده. هزمنا أمام قوة هذا الظلم وهذا الإستفزاز السلطوي لمشاعر الشعب، فكلما قلنا لهم إن هذا العمل غير سليم ولا يجدي نفعا، عملوا به وفعلوه ضدا في ذلك، وكلما قلنا لهم أن الشعب يريد أن يعيش بكرامة، أهانوه ومرغوا كرامته في الوحل أمام المعتصمات والوقفات والمسيرات الشعبية بالعصا والقمع. هزمنا لما قلنا لهم نريد ثقافة تعكس قوة عقلنا وطموحنا كشعب أبي، قوبلنا بالسخافة وتبذير الأموال في برامج الضجيج واللغيط عبر القنوات التلفزية التي يحتكرونها لأنفسهم ولصديقاتهم وعائلاتهم ،ينعمون في أموالنا المستخلصة من الضرائب ، ثم يقطعون علينا الماء والكهرباء بدون إشعار أو إعلام لأيام. وكأننا سوى أرقام وبقرة حلوب يحلبونها وقتما أرادوا. هزمنا لأننا لم نستطع أن نحقق أدنى حق لنا، سكن إقتصادي، وظيفة تقينا حر العطالة،وإكتفاء ذاتي يمنحنا كرامة العيش.هزمنا حينما يعاقب دكاترتنا وخير الأمة بالعصا أمام البرلمان وأمام الوزارات، هزمنا لأن أحزابنا ( باعت الماطش) ونخبتنا تغذى بها النظام القائم. هزمنا لأننا صدقنا كل خطاباتهم منذ خمسين عاما، صدقنا شعاراتهم وسياستهم التي أدت بالبلاد إلى الهاوية. ووزعوا غنائمها بينهم ومنحونا (عظمة) نتقاتل عليها وهم يتفرجون علينا. هزمنا لأننا بلغنا نسبة الأمية أزيد من 50 في المائة، و إلى أكثر من 63 ألفا سجينا في سبتمبر من 2010. يمثل الذكور 97.5 في المئة من عدد السجناء. هزمنا لأن آخر من يستشار في القرارات المصيرية للبلد هو الشعب، هزمنا لأنهم يدبرون الملفات والقضايا الكبرى مثل ملف الصحراء وانضمام المغرب لمجلس التعاون الخليجي لوحدهم و لا نعلم ما يجري ويدور في كواليس حكومة الظل.هزمنا لأننا دائما نتفاجئ في القرارات. هزمنا في جميع المجالات/ الإجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الرياضية، الثقافية والتعليمية، لهذا نقول للعالم وبصريح العبارة أننا هزمنا.. هزمنا في هذه اللحظة التاريخية.