" اعتقال الغابة في زجاجة " : ليس فحسب مجرد عنوان للمصنف السردي الجديد الذي صدر مؤخرا للكاتب المغربي أنيس الرافعي عن " دار العين للنشر " بمصر (2011 )، بل هو أيضا خلاصة للمشغل الجمالي الذي عكف عليه المؤلف خلال السنوات الأربع الماضية من أجل جعل كل من الفن السينمائي وموسيقى كناوة بمثابة مراجع لا غنى عنها للتفاعل النصي. يقع الكتاب، الذي أشرفت على تصميم غلافه الفنانة بسمة صلاح ، في 170 صفحة من القطع المتوسط، وهو يضم بين حناياه (22 قصة قصيرة) تهيمن عليها موضوعة " الموت " في قالب فانتازي يجسد أمثولة ساخرة حول مآلات الشرط الإنساني الأخير ، أما من الناحية الفنية فيعكس طرازا من التجريب المرشد وغير الصاخب الذي يوفق بين جنوح الذائقة ومتطلبات التلقي ، كما يمزج بين المحافظة على مقومات المعمار الحكائي وعناصر التجديد التي تنشد آفاقا أرحب للقول القصصي. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذا العمل الجديد هو التاسع ضمن المدونة الإبداعية للكاتب أنيس الرافعي ( الذي تم اختياره واحدا من بين سبعة كتاب متميزين في العالم العربي من لدن الجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر " ) بعد مؤلفات : فضائح فوق كل الشبهات(1998) أشياء تمر دون أن تحدث فعلا (2001) السيد ريباخا (2002) البرشمان (2004)علبة الباندورا (2006) ثقل الفراشة فوق سطح الجرس (2008) هذا الذي سيحدث في ما مضى (2010) و الشركة المغربية لنقل الأموات (2011 ).