عقد حزب الأصالة والمعاصرة ، يوم الأحد المنصرم، لقاء تواصليا مع مناضلي الحزب بجهة مراكش تانسيفت الحوز، حضره جل المكتب السياسي لحزب التراكتور، فيما سجل غياب عضو المكتب المذكور لحسن بنعدي ورئيسة المجلس الجماعي فاطمة الزهراء المنصوري، وهو اللقاء الذي جاء على ضوء نتائج الإنتخابات الأخيرة والتي صدر عنها خروج الحزب إلى المعارضة، بالإضافة إلى ترميم البيت الداخلي لحزب التراكتور بعد التصدعات التي عرفها الحزب إثر الصراع الدائر بين تياري العمدة فاطمة الزهراء المنصوري وحميد نرجس، استعدادا لوضع خارطة الطريق للانتخابات الجماعية المقبلة والتي يراهن عليها الحزب للحفاظ على موقعه السياسي داخل الخريطة الإنتخابية بالمدينة، ولاسيما على مستوى الجهة وعلى مستوى مجلس المدينة ومجلس العمالة. واعتبر الملاحظون في مدينة مراكش، أن هذا الإجتماع لقيادة البام بالمدينة الحمراء، - وهو الاجتماع الذي هاجم فيه حكيم بنشماس عضو المكتب السياسي حكومة بن كيران بعد أن اتهامها بضم مفسدين في صفوفها ويجب محاكمتهم - ( اعتبروا) أن الإجتماع المذكور جاء في وقت حساس للغاية، باعتباره جاء على بعد أشهر قلائل من الإستحقاقات الجماعية والجهوية المنتظرة خلال شهر يونيو كأبعد تقدير. وحسب المتتبعين للشأن السياسي بالمدينة الحمراء، فهناك تخوفات لمجموعة من الأحزاب المتجدرة في مراكش من استمرار المد الإنتخابي لحزب العدالة والتنمية في ظل تحقيقه لنتائج غير مسبوقة على مستوى الإستحقاقات البرلمانية بعدما تمكن من حصد 5 مقاعد على مستوى مراكش الكبرى في أول مرة في تاريخه. وأفادت مصادر حزبية للخبر، أن اجتماع حزب التراكتور بمراكش، يأتي بعد مجموعة من التحركات على الساحة في مقدمتها تحركات المنسق الجهوي لحزب الإتحاد الدستوري عمر الجزولي، هذا الأخير الذي خاض صراعا كبيرا مع عائلة آل العروسية في محاولة منه لتطهير الحزب من كل العناصر غير المرغوب فيها سواء داخل التنظيم او داخل المدينة بعدما ترددت أسمائها عبر أفواه وشعارات ولافتات حركة 20 فبراير، ورغبة منه كذلك إعادة الإعتبار إلى حزب الإتحاد الدستوري بالنظر إلى ما راكمه الحزب من منجزات على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات والمشاريع التنموية خلال تجربة مابين 2002 -2007 مقارنة بالتجربة الحالية التي يتزعمها حزب البام. وعلمت الجريدة أن عمر الجزولي عقد مجموعة من الإجتماعات التنظيمية مع مكاتب الفروع والتنظيمات الموازية لحزب الاتحاد الدستوري وبعض المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني بكل من مقاطعات المنارة وجليز والنخيل وسيدي يوسف بن علي ، مما يؤشر على أن الإنتخابات الجماعية والجهوية المقبلة ستعرف صراعات كبيرا حول مجلس المدينة ومجلس الجهة في إطار نظام الجهوية الموسعة بين حزب الإتحاد الدستوري وحزب العدالة والتنمية .هذا الأخير الذي يقود الحكومة الحالية ويراهن على الفوز بتسيير إحدى المدن الكبرى وفي مقدمتها مراكش القبلة السياحية الأولى على الصعيد الوطني.