اختتمت مساء أمس الجمعة أشغال المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار (CONFINTEA VII) بمراكش، بالمصادقة بالإجماع على "إطار عمل مراكش" للسنوات المقبلة. وأكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن المؤتمر كان محطة لمناقشة مجموعة من التحديات المرتبطة بمسألة تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة من قبيل تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، المواطنة والعدالة الاجتماعية، القيم المشتركة والتنمية المستدامة، الذكاء الاصطناعي، إلى جانب إعداد الكبار لسوق الشغل والتعليم والرقمنة. وأشار بنموسى في كلمته التي ألقاها خلال اختتام أشغال المؤتمر إلى أن "جل ما تم تقديمه ومناقشته خلال هذا المؤتمر كان مناسبة لتبني إطار عمل مراكش لتعلم الكبار الذي يعد خارطة طريق لتنفيذ الأهداف الكبرى المتوخاة خلال ال12 سنة المقبلة في عدة مجالات"، موضحا: "منها بلورة وبناء عقد اجتماعي من أجل تعلم الكبار، إعادة النظر في أنظمة تعلم الكبار وتعليمهم، ضمان جودة التعلمات، الرفع من قيمة التمويلات، تعزيز الإدماج وتوسيع مجالات التعلمات وتوسيع التعاون الدولي في هذا الميدان". واعتبر بنموسى أن إطار عمل مراكش سيفتح أمام المملكة المغربية "آفاقا جديدة وسيسرع من وثيرة الإنجازات في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، وسيساهم في تسهيل جميع الإصلاحات التي تقوم بها بلادنا في مجال التربية والتكوين، التي وضعت لها الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في أشغال المؤتمر خارطة طريق بالإعلان عن تأسيس المعهد الإفريقي للتعلم مدى الحياة". وشدد بنموسى على أن تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة "مسؤولية الجميع" داعيا إلى "توحيد الرؤى والمجهودات المرتبطة بهذه المسألة زالتحسيس بأهميتها المتزايدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنمية المجتمع والمواطنين". وأكد بنموسى على التزام المملكة المغربية "بدينامية التعبئة والتشاور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي من أجل مواكبة المبادرات التي سيتم إطلاقها تفعيلا لإطار عمل مراكش". من جهتها هنأت ستيفانيا جيانيني مساعدة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو لقطاع التربية المشاركين في المؤتمر على المصادقة على إطار عمل مراكش، مؤكدة أن هذا الأخير سيكون بمثابة خارطة طريق للسنوات المقبلة وسيحل محل إطار عمل بيليم سنة 2009. وأكدت جيانيني على أن إطار عمل مراكش يتضمن مجموعة من الالتزامات وهو بمثابة رؤية نحو تحقيق تغيير جذري ونقلة نوعية في مجال التعلم مدى الحياة، مشددة على ضرورة تعزيز الإدماج، جعل التنوع اللغوي في قلب السياسات التعليمية، إلى جانب "تعزيز الابتكار في برامج التعليم والاستجابة لمطالبة المتعلمين وبالتالي خلق بيئة مواتية للتعلم". وأشارت جيانيني إلى أن مؤتمر مراكش كان فرصة للوقوف على مستوى التفاوت الذي تعاني منه الفئات الأكثر هشاشة، والذي زادت من حدته جائحة كورونا، لكنه بالمقابل اطلعنا من خلاله على تحسن الأرقام المتعلقة بضمان التعلم مدى الحياة. يشار إلى المؤتمر الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمراكش ما بين 15 و17 يونيو الجاري بتعاون بين المغرب واليونسكو، عرف مشاركة حوالي 1200 مشارك يمثلون 148 دولة، حضوريا وعن بعد. ويعد المغرب أول بلد عربي وإفريقي يحتضن فعاليات هذا المؤتمر الرفيع المستوى الذي يُقام مرّة واحدة كل عشر سنوات، والذي يعتبر بمنزلة فرصة لتقييم الإنجازات التي حُقّقت في مجال تعليم الكبار، وكذلك الوقوف على التحديات التي تواجهه وطرح الحلول الكفيلة بتجاوزها.