قال إدريس الأزمي الإدريسي، بخصوص تقديم استقالته، "لقد قررت أن أقدم استقالتي لأنني وللأسف لم أعد أتحمل واستوعب ولا أستطيع أن أفسر أو أستسيغ ما يجري داخل الحزب ولا أقدر أن أغيره، وعليه لا يمكنني أن أسايره من هذا الموقع أو أكون شاهدا عليه". وأضاف المصدر ذاته، في نص الاستقالة التي تتوفر "كش24" على نسخة منها، بأنه "مهما كان حمل هذا القرار صعبا ووقعه وأثره فلن يعادله في ذلك حجم الحيرة والتساؤلات التي تثار كل مرة وتبقى بدون جواب وبدون عبره، على مدى ملائمة مواقف الحزب مع مبادئه المعلنة والمعروفة وأوراقه المرجعية وأنظمته الأساسية وبرامجه الانتخابية". وتابع: "لقد نفد صبري ولم أعد أتحمل أكثر وأنا أترقب ما هو آت، لا سيما ونحن نسمع هل من مزيد؟، ولا سيما ومؤسسة المجلس الوطني ومكانته وبياناته ومواقفه أصبحت تستغل كمنصة للتهدئة وامتصاص الغضب عوض التقرير والاسترشاد والاتباع والتنزيل باعتباره أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر الوطني". واسترسل الأزمي، بأنه "لم يعد هناك مجال لقبول كل شيء ولتبرير كل شيء وللتهوين من الآراء المخالفة والاعتماد في كل مرة على المسكنات المبنية على عامل الزمن عوض الإشراك والاقتناع، وعلى المهدئات المبنية على التبرير عوض تحمل المسؤولية من الموقع، وفي الوقت المناسب وبالوضوح اللازم". واشار إلى أن " الحزب أصبح يلاحق الواقع، ويركض وراءه ليس لأن الواقع أعقد وأسرع، ولكن لأن الحزب ربما ركن إلى الراحة وأعجبته الكثرة وخلد إلى الانتظارية وإلى الواقعية المفرطة، وألبس كل هذا لبوسا يجعله مستعدا إلى قبول كل شيء، مسخرا ملكاته وقدراته ومؤسساته للتبريرات البعدية عكس ما يعتقد أو في الحد الأدنى بعيدا عما كان يدافع عنه بالأمس". وأضاف الازمي، انه لابد للحزب ان ينهض وان يراجع نفسه ومقاربته هذا إن لم يكن قد فاته الاوان والقطار.لابد من مثل هذه المواقف على صعوبتها كي يسائل للحزب وقيادته نفسها بالعودة إلى أصله لكي استكشف هل مازال للحزب يصلح لشيئ ما باعتبار أنه لم يكن في يوم من الايام دكانا انتخابيا أو هكذا يعرف نفسه، بل حرص أن يقدم نفسه يتبوأ مكانه عن جدارة واستحقاق كحزب حقيقي بمبادئه ومرجعيته ومؤسساته وبسعيه الحثيث المساهمة في ترسيخ الاختيار الديموقراطي والاصلاحي والتنموي ببلادنا في ظل الثوابت للأمةالمغربية.