شدد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني على الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به المهندس المعماري للمساهمة في إشعاع الأقاليم الجنوبية، وإبراز تراثها وتاريخها الثقافي والحضاري. واعتبر رئيس الحكومة في كلمة ألقاها خلال الجلسة الرسمية لليوم الوطني للمهندس المعماري في نسخته ال 35 المنعقدة يوم أمس الخميس 14 يناير 2021 بمدينة الداخلة، أن الهدف اليوم هو تحول الأقاليم الجنوبية إلى محور في العلاقات المغربية الإفريقية، ليس فقط ماديا واقتصاديا، بل أيضا حضاريا وثقافيا، مؤكدا أن ذلك سيتحقق بعزم المغاربة وبعزم أبناء الأقاليم الجنوبية العزيزة وأيضا بالدور الذي يمكن أن يقوم به المهندس المعماري. ودعا رئيس الحكومة الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، باعتبارها قوة اقتراحية وعملية ميدانية وقوة للإنجاز، إلى القيام بأقصى ما تستطيع من جهد لمواكبة التنمية في الأقاليم الجنوبية، شأنها في ذلك شأن باقي الفعاليات المدنية والمهنية وكذا المنتخبين، مشيرا إلى أن الهندسة المعمارية ليست عملا ماديا محضا مرتبطا بالبناء والعمران فقط، بل هو عمل حضاري وثقافي. وأكد رئيس الحكومة على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي للأقاليم الجنوبية الصحراوية المتجذر في الأدب والفن والشعر، موضحا أن المعمار في بيئة معينة يفترض أن يعكس التوجهات الحضارية والثقافية لهذه البيئة، وأن يستحضر الهوية والشخصية الثقافية للمحيط، والمهندسون المعماريون من الأوائل الذين اهتموا بتثمين وإبراز ثراء وغنى الشخصية والثقافة الوطنية. واستحضر رئيس الحكومة واقع الأقاليم الجنوبية قبل المسيرة الخضراء، وكيف أصبحت اليوم بفضل عزم المغاربة وإصرارهم وعملهم الدؤوب، منارة عمرانية وحضارية وثقافية ذات إشعاع إقليمي وقاري. وشدد رئيس الحكومة على أن المقاربة التشاركية مع مختلف المهنيين تعد حجر الزاوية لتحقيق النجاحات، و أن "المغاربة انتصروا وحققوا المعجزات في تاريخهم القديم والحديث، بالتكاثف ووضع اليد في اليد وراء ملوكهم وخوض المعارك والتحديات الكبرى". ووجه رئيس الحكومة بالمناسبة التحية للمواطن الصحراوي، نساء ورجالا، باعتبارهم العمود الفقري للانتصارات الوطنية، بفضل مشاركتهم بفعالية في الملاحم الوطنية، ومشاركتهم في معارك التحرير والمقاومة من أجل وحدة الوطن.