على الرغم من أن جائحة "كورونا" التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة عبر العالم وشلت شرايين الاقتصاد وأدت الى تأجيل وإلغاء منتديات ومهرجانات وتظاهرات اجتماعية وثقافية دولية ، يصر مشروع تحدي القراءة العربي على مواصلة المشوار بعد نجاحه في استقطاب 21 مليون تلميذ من مختلف بلدان المعمور للمشاركة في دورته الخامسة . الدورة الحالية من تحدي القراءة العربي التي انطلقت تصفياتها أمس الاحد على مستوى الامارات العربية المتحدة وقبلها ببلدان عربية أخرى ليست كسابقاتها إذ شهدت توظيف الحلول الرقمية المبتكرة في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية المطبقة عالميا لاحتواء كورونا. واعتمدت المبادرة على الحلول الرقمية لتوفير المواد القرائية للطلبة، وتسجيل مشاركاتهم عبر تلخيص الكتب بصيغة إلكترونية بدل تدوينها ورقيا، كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة. ويواصل مشروع تحدي القراءة العربي، المنضوي تحت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ترسيخ الشغف بالمعرفة والمطالعة كممارسة يومية لدى الملايين من قراء لغة الضاد، مستقطبا أكثر من 21 مليون مشاركة من 14 دولة عربية و38 دولة أخرى، بعد تحويله تحدي جائحة كوفيد-19 وإجراءات الحجز الصحي والتعلم عن بعد إلى فرصة لترسيخ القراءة نشاطا أسريا يوميا يوثق الأواصر وينمي العقول ويفتح نوافذ جديدة على العالم الواسع من صفحات الكتب الورقية والإلكترونية. ويتوجب على كل طالب مشارك قراءة وتلخيص 50 عنوانا في مواضيع العلوم والآداب على مدار مشاركته في التحدي، وذلك تحت إشراف وتوجيه المشرفين والمعلمين في المدارس المشاركة في التحدي. وقالت وزيرة دولة لشؤون التعليم العام الاماراتية جميلة بنت سالم المهيري ، إن مواصلة مبادرة بحجم وأهمية تحدي القراءة العربي،مسيرتها المعرفية الهادفة إلى بناء جيل مثقف ومبدع ومبتكر، ينتمي لوطنه، ويمتلك فكرا إبداعيا، وذلك رغم تداعيات فيروس كورونا المستجد، يعد إنجازا معنويا وماديا في حد ذاته، ويتجسد ذلك في حرص القائمين على التحدي على ضمان استمرار رسالة التحدي عربيا، ووجود إرادة عند النشء الشغوف بالقراءة رغم التحديات. وذكرت المهيري في تصريح صحفي، أنه مع هذا الظرف الصحي الراهن، إلا أن التحدي واكب المستجدات بمرونة وعمل على تذليل العقبات، سواء للمشاركين أو اللجان التحكيمية من خلال إنشاء منصات إلكترونية للتدريب، والاستعانة بالمنصات الإلكترونية لتوفير المواد القرائية للطلبة، فضلا عن استبدال الجوازات القرائية الورقية برابط الجوازات القرائية الالكترونية بحيث يستطيع الطالب تحميل الجواز الالكتروني وطباعته، ثم تلخيص الكتاب الذي تمت قراءته في الجواز. من جهتها قالت منى الكندي، الأمينة العامة لمبادرة تحدي القراءة العربي إن دورة هذا العام سجلت رقما قياسيا جديدا كمبادرة قرائية عربية هي الأكبر من نوعها، مضيفة أن البنية التحتية الرقمية المتطورة على مستوى الإمارات ساهمت في مشاركة مئات آلاف الطلبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة في التحدي، وذلك بالتزامن مع تطبيق خيارات التعل م عن ب عد وغيرها من الإجراءات الاحترازية والوقائية من جائحة كوفيد-19 في مختلف النظم التعليمية حول العالم. وستتوج التصفيات النهائية على مستوى الدول من تحدي القراءة العربي باختيار أبطال التحدي على مستوى كل دولة، تمهيدا لتتويج بطل تحدي القراءة العربي في نسخته الخامسة التي تعرف مشاركة أكثر من 96 ألف مدرسة بتأطير من أكثر من 134 ألف مشرف ومشرفة. وتصدرت مصر الدول العربية من حيث عدد المشاركين في الدورة بواقع 13.3 مليون مشارك، تلاها المغرب ب 1.558 مليون مشارك، ثم الأردن ب 1.5 مليون مشارك، والسودان ب 1.2 مليون مشارك، والسعودية بمليون مشارك، فيما ناهز عدد المشاركين من موريتانيا 553 ألف مشارك، والإمارات بأكثر من 450 ألف مشارك، وفلسطين ب 439 ألف مشارك، والجزائر بواقع 426 ألف مشارك، والبحرين ب 154 ألف مشارك، والكويت بأكثر من 85 ألف مشارك، وتونس بواقع 65 ألف مشارك، ولبنان ب 11 ألف مشارك، وع مان بأكثر من 5000 مشارك. تجدر الاشارة الى ان الدورة الاولى من تحدي القراءة العربي شهدت تتويج الطالب محمد جلود من الجزائر ، فيما فازت الطالبة عفاف شريف من فلسطين باللقب في الدورة الثانية، وحصلت التلميذة المغربية مريم أمجون على اللقب في الدورة الثالثة، والطالبة هديل أنور من السودان على لقب النسخة الرابعة . ويحصل بطل "تحدي القراءة العربي" ، على جائزة تصل قيمتها إلى نصف مليون درهم إماراتي (136 ألف دولار ) ،فيما تنال "المدرسة المتميزة " مكافأة مالية قدرها مليون درهم إماراتي (272 ألف دولار). ومما لاشك فيه أن تحدي القراءة العربي، الذي يهدف حسب القائمين عليه ، إلى تمكين الأجيال العربية الصاعدة من مبادئ الفضول العلمي والمعرفي والبحث والمطالعة الحرة والتفكير الإبداعي، شكل منذ اطلاق دورته الاولى سنة 2016 حراكا قرائيا فريدا ومناسبة لتكريم الشباب المبدع، الذي يعتز بثقافته وهويته ويمتلك المعارف والأدوات للانفتاح على العالم ويساهم بالتالي في إنتاج محتوى عربي أصيل يعزز مكانة لغة الضاد ويرفع نسبة المعارف والآداب المنشورة بها.