قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم الجمعة- إن قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني كان يخطط لقتل أميركيين، معتبرا أنه كان يجب أن يقتل قبل سنوات عدة . وكتب ترامب -في تغريدة- "الجنرال قاسم سليماني أسقط آلاف الأميركيين بين قتيل وجريح على مدى فترة طويلة من الوقت، وكان يدبر لقتل المزيد والمزيد". وتابع أن سليماني كان مسؤولا بشكل مباشر وغير مباشر عن موت ملايين الناس، بمن في ذلك من قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران. وذكر ترامب -في تغريدة أخرى- أن "إيران لم تفز يوما بحرب لكنها لم تخسر مفاوضات أبدا". وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو -في مقابلتين تلفزيونيتين اليوم الجمعة- إن الغارة الجوية الأميركية على بغداد التي أسفرت عن مقتل سليماني، كانت تهدف إلى تعطيل "هجوم وشيك" كان من شأنه أن يعرض حياة أميركيين للخطر في الشرق الأوسط. وامتنع بومبيو -في المقابلتين اللتين أجرتهما معه شبكتا "فوكس نيوز" و"سي أن أن"- عن الخوض في تفاصيل التهديد المزعوم، لكنه قال إن "تقييما على أساس معلومات المخابرات" كان الدافع المحرك وراء القرار الأميركي باستهداف سليماني. وقال بومبيو لشبكة "سي أن أن"، "كان يتآمر للقيام بأعمال كبيرة في المنطقة من شأنها أن تعرض أرواح عشرات إن لم يكن مئات الأميركيين للخطر. نعلم أن هذا كان وشيكا". عدم التصعيد وأضاف بومبيو "كانت هذه تهديدات قائمة في المنطقة.. وكانت الليلة الماضية هي التوقيت الملائم الذي كنا بحاجة إليه لتنفيذ ضربة تضمن تعطيل الهجوم الوشيك". وأوضح بومبيو أن الولاياتالمتحدة لا تزال ملتزمة بعدم التصعيد مع إيران لكنها ستدافع عن نفسها، مضيفا أن واشنطن عززت أمن أصولها في المنطقة وعلى أهبة الاستعداد لأي رد فعل انتقامي، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية. وهددت إيران بالانتقام بعد الضربة الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة أثناء الليل واستهدفت ثاني أقوى شخصية بإيران، في تصعيد كبير للصراع بين واشنطنوطهران بالشرق الأوسط. من جانبها، قالت وزارة الخارجية السويسرية إن أحد دبلوماسييها سلّم رسالة من الولاياتالمتحدة إلى إيران اليوم الجمعة بشأن مقتل قاسم سليماني، دون الخوض في تفاصيل فحواها. وأضافت الوزارة في رد بالبريد الإلكتروني على استفسار من رويترز، "تم إبلاغ القائم بالأعمال بموقف إيران وفي المقابل سلّم رسالة من الولاياتالمتحدة". وتمثل سويسرا المصالح الأميركية في إيران، مما يتيح وجود قناة تواصل دبلوماسية بين البلدين. مغادرة العراق وأعلنت واشنطن في وقت سابق أنها قتلت قائد فيلق القدس في ضربة على مطار بغداد الدولي، وقتل في الضربة كذلك معاون قائد قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس. وكشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الرئيس الأميركي هو من أعطى الأمر باغتيال سليماني. ودعت الخارجية الأميركية اليوم الجمعة المواطنين الأميركيين إلى مغادرة العراق "فورا"، ونشرت في تغريدة "بسبب تصاعد التوتر في العراق والمنطقة نحث المواطنين الأميركيين على مغادرة العراق فورا". وأضافت الخارجية الأميركية أنه "بسبب هجمات مجموعة مسلحة مدعومة من إيران على مجمع السفارة الأميركية، تم تعليق جميع العمليات القنصلية. على المواطنين الأميركيين عدم الاقتراب من السفارة". وجاءت الضربة الأميركية بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنه عراقيون على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية، ما أعاد إلى الأذهان أزمة السفارة الأميركية واحتجاز الرهائن في طهران في عام 1979.