استعرض مدير مدرسة العلوم الإسلامية بالدار البيضاء، المصطفى نجيم، في جاكرتا، خلال ندوة بالمعهد الإندونيسي "نوراني" لتحفيظ القرآن الكريم، منهجية وبرامج تدريس العلوم الإسلامية والشريعة بالمغرب. وأبرز نجيم، في مستهل هذه الندوة التي نظمتها جمعية الخريجين الإندونيسيين من الجامعات المغربية، أن المغرب قد اكتسب مع مر السنين سمعة عالمية في مجال مناهج تدريس وتعليم العلوم الإسلامية، مع تطوير، بالموازاة، هيئات ومعاهد متخصصة التي تقدم تكوينات لفائدة الطلبة والأطر الدينية سواء مغاربة أو أجانب. وبعدما أعرب عن امتنانه العميق للعناية السامية التي مافتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحقل الديني، أكد العالم المغربي أن المملكة، أرض السلام والتسامح، تحرص عبر مختلف مؤسساتها المتخصصة على تكريس قيم الوسطية، والاعتدال، والحوار وفقا للتعاليم السمحة للإسلام. وبخصوص تقنيات تحفيظ القرآن الكريم، تطرق نجيم إلى منهجية المدارس القرآنية التقليدية "الكتاتيب القرآنية" ، مضيفا أن هذه الكتاتيب كانت قادرة، على الرغم من بساطتها ووسائلها المتواضعة، على إثبات فعالية مناهج تعليمها. وذكر العالم المغربي، الذي شارك خلال زيارة سابقة لإندونيسيا في دورة تكوينية حول تحفيظ القرآن الكريم في جاوا الغربية، أن عددا كبيرا من العلماء المغاربة المشهورين على الصعيد العالمي قد بدأوا دراساتهم في سن جد مبكرة في كتاتيب قرآنية. من جهته، قال رئيس جمعية الخريجين الإندونيسيين من الجامعات المغربية، إلياس مروال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن زيارته الأخيرة إلى المغرب أتاحت له الاطلاع عن قرب على المناهج المغربية المعتمدة لتدريس علوم الدين وتحفيظ القرآن الكريم. وأبرز الإطار الجمعوي، الذي يشغل أيضا منصب مدير المعهد القرآني"نوراني"، أن "المقاربة المغربية في تحفيظ القرآن الكريم هي الأفضل مقارنة مع غيرها من المناهج المطبقة عبر العالم. فالأشخاص خلال مرحلة التعلم يحسنون أيضا مستوياتهم في اللغة العربية وكتابة الخط العربي". وبعدما دعا إلى تطوير برامج مشتركة بين المغرب وإندونيسيا في مجال تدريس العلوم الشرعية ، أعرب السيد مروال عن الأمل في أن يعمل معهده القرآني الأول في إندونيسيا على تطبيق المنهجية المغربية في تحفيظ القرآن الكريم. وتعتبر مدرسة العلوم الإسلامية بالدار البيضاء مؤسسة للتعليم العالي تابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني وجامعة القرويين – فاس. وتتمثل مهمتها في تقديم تكوينات في مجال العلوم الإسلامية، وعلوم اللغة العربية، وكذا في مجال التعليم التقليدي.