انطلقت اليوم ، الأربعاء ، بمدينة أكادير اشغال المحطة الرابعة لمنتدى الالتقائية الجهوية الذي ينظم تحت شعار " جميعا من أجل تنمية ترابية متناغمة " ، حيث تناقش هذه المحطة موضوع : " مناطق الانشطة ، عوامل لاندماج المشاريع الحضرية والتنمية الاقتصادية للمجالات" . وتهدف هذه التظاهرة ، المنظمة من طرف مجموعة "العمران" بتعاون وتنسيق مع كل من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ، وولاية جهة سوس ماسة ، ومجلس الجهة ، .إلى توفير الأجواء المناسبة لتعزيز الإلتقائية ، وتوحيد الجهود من اجل تنزيل البرامج العمومية ، سعيا وراء ضمان أفضل درجات التنسيق بين كافة المتدخلين على الصعيدين الجهوي والمحلي في مجال الإسكان والتنمية الحضرية المستدامة. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى التشاوري ، أبرز عبد الأحد الفاسي الفهري، وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ، عددا من المؤهلات والمنجزات الاقتصادية والعمرانية وغيرها التي تزخر بها جهة سوس ماسة ،والتي تحققت بفضل تظافر جهود مختلف المتدخلين ، مشيرا إلى أن التحدي المطروح اليوم على الجهة هو إيجاد مقاربة متجددة لتجاوز مختلف العراقيل والإكراهات التي تحول دون مواصلة جهة سوس ماسة لديناميتها التنموية. وأوضح في هذا السياق أن تحقيق هذه الغاية يمكن في وضع تصور حضري يمكن من توطين مختلف الانشطة داخل المجالات الترابية ، مع مراعاة الانسجام بين المناطق المرشحة لاحتضان هذه الأنشطة ، مما يتطلب الحرص على ارتباطها بأماكن تواجد المواد الأولية ، والتسويق ، والقرب من بنيات النقل ، وتواجد اليد العاملة ، واحترام البيئة وغيرها من الشروط الأخرى التي تقوي فرص الانسجام الحضري المنشود. ومن جهته ، سجل والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيد أحمد حجي، الموقع الاستراتيجي الذي تحتله الجهة على الخريطة الوطنية في بعدها القاري ، مؤكدا أن الجهة اليوم أشد إصرارا على رفع التحديات التنموية وفي مقدمتها التنمية الحضرية المستدامة ، مع ضمان التوازنات السوسيو مجالية واحترام البيئة واستدامة الموارد. وأشار والي الجهة إلى أن مجموعة "العمران" تضطلع في هذا الإطار بدور بارز ، مستشهدا بالمشاريع التي أنجزتها المؤسسة في ما يتعلق بتهيئة المناطق الصناعية في الجهة ، وانخراطها في تنزيل المخطط الجهوي للتسريع الصناعي ، فضلا عن مساهمتها في مشاريع تأهيل وإعادة الاعتبار للتراث المعماري في الجهة. أما رئيس مجلس جهة سوس ماسة ، إبراهيم حافيدي ، فذكر في كلمته بمخططات التنمية الجهوية التي أطلقها المجلس الجهوي منذ سنة 2004 ، والتي اعتمد فيها المجلس مقاربة الالتقائية مع المخططات الوطنية ، كما يتجلى ذلك من خلال المشاريع المتعددة التي أنجزتها الجهة بخصوص فك العزلة عن المناطق القروية ، والحماية من الفيضانات ، وتهيئة المراكز الحضرية والقروية ، وتعزيز الربط الطرقي وغيرها من المشاريع الأخرى. وأكد حافيدي أن مجلس جهة سوس ماسة بصدد مواصلة تأهيل المراكز الحضرية والقروية في إطار شراكة مع الوزارة الوصية والمجالس المنتخبة ، حيث تم التوقيع في هذا الإطار على أزيد من 17 اتفاقية ، مشيرا إلى أن مختلف المبادرات التي انخرط فيها مجلس الجهة تراعي مبدأ الالتقائية مع مختلف المتدخلين ، وتصب في سياق خلق تنمية مندمجة ومتكاملة تتوخى تحسين ظروف عيش المواطنين. ومن جانبه ، اشار رئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران، بدر كانوني، إلى أن المنتديات الجهوية للمجموعة ، والتي بلغت اليوم أربع منتديات ، تنكب على دراسة مواضيع تحظى بانشغالات واسعة على مستوى الجهات ، حيث يتوخى من خلال المناقشات المفتوحة التي تدور في هذه الملتقيات ضمان نجاعة أكبر للتدخلات العمومية ، وذلك وفق مقاربة تعتمد مبادئ القرب والتشاركية لتيسير عملية الاستجابة للحاجيات الحقيقية والمحلية للمواطنين. وأكد كانوني أن هناك دينامية إيجابية على مستوى الفاعلين الجهويين في جهة سوس ماسة ، مشيرا إلى حرص المجموعة على تقوية هذه الدينامية والعمل في إطار تشاركي على بلوغ الأهداف المسطرة في مخططات التنمية الجهوية ، حيث دعا المسؤولين في مجموعة العمران إلى التقرب أكثر فأكثر من المسؤولين عن الإدارة الترابية والمجالس الجماعية المنتخبة لأجل هذه الغاية. ومن جملة المحاور التي انصب عليها النقاش خلال الدورة الرابعة لمنتدى الالتقائية لمجموعة العمران ،هناك الحد من العزلة والعجز المسجل على مستوى التنمية الحضرية ، وتعزيز موقع جهة سوس ماسة كواجهة للتنمية المستدامة والمحافظة على التراث الطبيعي والثقافي ، وحكامة وهيكلة أدوار مختلف المتدخلين من اجل التقائية التدخلات العمومية.