افتتحت صباح اليوم الثلاثاء 23 يناير 2019، فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى الإلتقائية بأكادير تحت شعار: ” مناطق الأنشطة، عوامل لإندماج المشاريع الحضرية، والتنمية الاقتصادية للمجالات”، بحضور وازن لمسؤولين و منتخبين بارزين في هذا السياق، أكد عبد الأحد الفاسي وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، على الأهمية البالغة لهذا المنتدى بالنظر لدوره في المساهمة في بلورة نموذج تنموي جديد للمملكة، معتبرا، بأن اللقاء الذي تنظمه مجموعة العمران ينذرج ضمن سلسلة من اللقاءات الجهوية كمحطات للتشاور و فتح نقاشات جادة مرتبطة بالتعمير و التنمية الترابية، ما يقتضي انتاج الافكار و الرؤى، على أساس استشراف رؤية مستقبلية للتنمية عبر برامج عمل تترجم واقعيا من خلال التعاون مع الجهات المعنية. واعتبر الوزير، بأن وزارته منخرطة في ورش الجهوية الموسعة، باعتباره خيارا استراتيجيا لكسب رهان التنمية الشاملة و خطوة جبارة لتعزيز الحكامة و تجاوز الاختلالات، وخلق مباردات خلاقة للاستثمار و الانتاج، مع الاخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية كمحور لتفعيل ديمقراطية القرب وفق التدبير التشاركي. و أظاف الوزير أن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تسهر على مواكبة الجهات، لتحقيق الانصاف المجالي و تحقيق النجاعة الانتقائية عل مستوى السياسات العمومية، معتبرا جهة سوس ماسة جهة خلاقة تجمع بين العديد من الخصوصيات و تتميز بموروث عمراني و مكونات طبيعية ما جعلها تتبوأ مكانة رائدة. لكن، وبالمقابل، تعاني من إكراهات و اختلالات تستدعي ايجاد مقاربة مندمجة لتجاوز مختلف الاكراهات التي تواجه التنمية بالجهة، و مواكبة النمو الديمغرافي، من خلال توفير فضاءات للعيش و تحقيق الاندماج وخلق مناطق اقتصادية و الحد من التفاوتات المجالية مما يمكن من تحقيق تنمية مستدامة، و اعتبر الوزير، بان الجهة تحضى أيضا بالأولوية بخصوص مجموعة من البرامج الاقتصادية ومنها مخطط التنمية الإقتصادية، و هو ما سيمكن من تعزير الصبغة الصناعية للجهة،لكن تبقى الحاجة ماسة لتوفير عرض عقاري يستجيب للحاجات ، وهو ما تسعى اليه مختلف المخططات ومنها مخطط التهيئة العمرانية ، كما أن التحدي المفروض ،يضيف الوزير، يقتضي اعتماد تصور حضري يمكن من توطين مختلف الانشطة داخل المجالات الترابية، في اطار تكاملي، و تحقيق العدالة المجالية، مع مراعاة الانسجام بين نوعية المناطق. وبناء على ما سلف ، يقول الوزير نفسه، بأن وضع مقاربات تنموية لا بد ان يتم في اطار متناسق يأخذ البعد المجالي بعين الاعتبار ، و يستلزم الأمر استحضار آلية المخططات الجهوية لإعداد التراب وفق مجموعة من الاسس. و أكد بهذا الخصوص بأن وزارته منكبة على وضع مرجعيات جديدة في اطار التخطيط الاستراتيجي تستحضر وثائق التعمير والتي طالب الوزير بأن يكون وضعها وفق رؤية جديدة قادرة على التأقلم مع المتغيرات الجديدة، لتحقيق الأهداف المنشودة. والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير اداوتنان، أحمد حجي، ثمن بدوره المنتدى معتبرا إياه فرصة للنقاش البناء و تبادل التصورات والافكار بين المدخلين لتقييم المنجزات المحققة و استشراف آفاق العمل لتحقيق تنمية ناجعة من خلال مقاربة مندمجة. وأكد على موقع الجهة الإستراتيجي الذي يزخر بمجموعة من الثروات وهو ما سيمكنها من تحقيق طفرة تنموية مندمجة، لاستعادة مكانتها الوطنية في مجال الاشعاع الحضري، و اعتبر الوالي بأن الجهة اشد عزما على رفع التحديات للرقي بالمشهد العمراني وضمان التوازنات الإقتصاية من خلال الحفاظ على المحيط البيئي والحرص على استدامته ونوه بمؤسسة العمران لمواكبتها لمجموعة من المشاريع التنموية و اعادة الاعتبار للتراث المعماري بسوق الاحد و المساهمة في الجهود لانقاد قصبة أكادير اوفلا وابراز قيمتها الاثرية و تثمينها كتراث وطني غير قابل للتعويض، كما شدد على ضرورة تسريع وثيرة العمران بمنطق الذكاء العمراني، مؤكدا على أهمية انخراط الفاعلين في سبيل دعم اسس التنمية الترابية. من جهته، رئيس المجلس الجهوي سوس ماسة ابراهيم حافيدي، أكد على اهمية المنتدى، واعتبره بادرة طيبة تشكل فضاء لتبادل التجارب بين مختلف المكونات المحلية و الوطنية في مجال الاسكان و التنمية المستدامة. و اكد بأن الجهة كانت سباقة لوضع مخططاتها الاستراتيجية بدء من مخطط 2004/2009 ، و مخطط 2009/2015، و مخطط 2016 /2020، متوقفا عند المبادرات التي قامت بها الجهة لفك العزلة، وتوقف بهذا الخصوص عند الطرق القروية، من خلال تحسين المحاور الطرقية ، وتعزيز جادبية المدن، وتأهيل المركز القروية و الحضرية، و توسيع الانارة و ترميم الاسوار، و مواكبة الجماعات في احداث المركبات التجارية، و الاهتمام بالنقل المدرسي، وغيرها، كما قامت الجهة بتوقيع 17 اتفاقية لها علاقة بسياسة المدينة وحماية المدن من خطر الفيضانات،و استعمال الطاقات المتجددة، كما تنكب على اعداد برنامج منذمج ستستفيد منه جميع الجماعات، وهذه المبادرات _يقول رئيس الجهة_، هدفها خلق تنمية مندمجة اساسها الرفع من مستوى عيش المواطن، كما نوه بدور مؤسسة العمران لدورها الريادي في توفير السكن للمواطنين وتهيئة المناطق الصناعية. صالح المالوكي رئيس المجلس الجماعي لأكادير، نوه بدوره بمؤسسة العمران لانخراطها في مشاريع هامة خصوصا بسوق الاحد و المشروع المستقبلي لأكادير أوفلا، مؤكدا، بأن الانتقائية من صلب الجهوية المتقدمة و من صلب الديمقراطية التشاركية، و أظاف بأن اكادير باعتبارها مركز الجهة بجاحة إلى دعم عمومي أكبر، مشيرا إلى عقد اجتماعات مستمرة لخدمة هذه الانتقائية، وأكد بأن وثائق التعمير لا بد ان تتحرك بمنهجية جديدة لتجاوز مختلف الاختلالات التي تطرح بهذا الخصوص. بدر الكانوني رئيس الادراة الجماعية لمجموعة العمران، أكد بأن المنتدى يندرج في إطار إنجاح كل السياسات العمومية تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية لتنزيل الجهوية الموسعة، مؤكدا، بان مجموعة العمران منخرطة في الرؤية الانتقائية بمقاربة تشاركية مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وبشراكة مع ولاية جهة سوس ماسة و المجلس الجهوي سوس ماسة، و اكد الكانوني بأن المنتدى، يروم تحقيق مجموعة من الأهداف، ومنها ضمان نجاعة التدخلات الحكومية، ومواكبة تنزيل برامج التنمية وتعزيز القرب لانجاز المشاريع العمرانية لبلوغ اهداف مغرب التضامن و العدالة الاجتماعية من اجل الاستجابة لانتظارات المواطنين على المستوى الترابي، في هذا السياق، اعتبر الكانوني جهة سوس ماسة جهة دينامية ايجابية قوية نموذجية بين كل الفاعلين ، منوها بدور الشراكة القائمة مع الجماعات المحلية للعمل من أجل بلوغ مخططات التنمية الجهوية و المحلية، واعتبر موضوع هذه الدورة الرابعة، هو المساهمة في اغناء التفكير في خصوصية الجهة في اطار الرؤية المشتركة الموحدة.