اكتشف العلماء لأول مرة ضوءا عالي الطاقة في حواف نظام نجمي "غريب" داخل مجرتنا "درب التبانة". ويعود مصدر هذه الإشارات إلى "microquasar"، وهو ثقب أسود يستهلك مادة من نجمه المصاحب وينبعث منه تدفقان قويان من الحزم. ومع تسارع الإلكترونات وتصادمها في النهاية مع هذه الحزم، فإنها تنتج أشعة غاما قوية، يقول العلماء إنها يمكن أن توفر رؤى جديدة لأحداث الكون الأكثر دراماتيكية. ويعد "microquasar" الموجود في قلب الدراسة، والمعروف باسم "SS 433″، واحدا من بين 12 نجما زائفا صغيرا، فقط، تم العثور عليها في مجرتنا، وهو يقع على بعد حوالي 25 ألف سنة ضوئية من الأرض. وعلى الرغم من هذه المسافة، إلا أنه يعتبر قريبا نسبيا، وفقا للعلماء، وسيعطيهم ذلك فكرة أفضل عن أحداث تجري خارج حدود مجرتنا. وقال البروفيسور جوردان غودمان، عالم في الفيزياء الفلكية بجامعة ميريلاند، الذي قاد البحث، إنه نظرا إلى أن (SS 433) "جارنا بالفعل"، فيمكنه تقديم معلومات عن "أبناء عمه العمالقة"، خارج المجرة، والذين يطلق عليهم اسم "الكوازارات". وعلى عكس النجوم الزائفة الصغيرة التي تتغذى على النجوم المنفردة، فإن الكوازارات هي ثقوب سوداء ضخمة تمتص المواد من مركز المجرات، وهي بعيدة جدا لدرجة يصعب رصدها مباشرة من الأرض. وأخذت القياسات الجديدة باستخدام "HAWC"، وهو كاشف يقع في أعالي جبال المكسيك الوسطى. وبما أن أشعة غاما التي تنتجها "microquasar"، بعيدة، فإنها تشكل جسيمات جديدة وأشعة ذات طاقة أقل. وهذا يخلق زخات من الجسيمات التي تمطر على سطح الكوكب، وقد تم اكتشافها بواسطة "HAWC"، والذي تسمح بيانات الكاميرا الخاصة به للباحثين بتحديد المصدر الدقيق للأشعة. واكتشف الباحثون أنه من خلال الإشعاع الكهرومغناطيسي، يصدر نوع يدعى أشعة غاما عالية الطاقة، وهو ما سيساعد الفلكيين على فهم ما يحدث في مراكز المجرات، حيث تتغذى النجوم الزائفة الضخمة أحيانا على عدة نجوم دفعة واحدة. وقال البروفسور سيغيف بينزفي، وهو عالم في الفيزياء بجامعة روتشستر، وشارك في إعداد الدراسة، إن "SS 433 هو نظام نجمي غير عادي، يشهد كل عام حدوث شيء جديد". ويمكن دمج أشعة غاما مع قراءات أخرى تم الحصول عليها من هذا ال"microquasar"، لتستخدم في بناء صورة كاملة للأحداث على الجانب الآخر من المجرة. ووجد الباحثون أن "SS 433" هو مصدر أشعة غاما، بل إن الأشعة منبعثة من طرفي تدفقه، ليشكلا مصدرا لم يروه من قبل لأشعة غاما. المصدر: إنديبندنت