قال باحثون إن الثقوب السوداء موجودة بالآلاف في مركز مجرة درب التبانة التي ننتمي إليها، وإنهم رصدوا بعضا منها بالقرب من ثقب أسود هائل وجوده معلوم بالفعل في قلب المجرة. وذكر الباحثون أن بيانات تم الحصول عليها من مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أتاحت لهم رصد نحو 12 ثقبا أسود في محيط الثقب الأسود العملاق "ساجيتاريوس إيه" الموجود في قلب المجرة ذات الشكل الحلزوني. والثقوب السوداء مختلفة الأحجام، وهي عبارة عن حيز ذي كثافة هائلة وجاذبية قوية لا تسمح حتى للضوء بالإفلات منها. وبناء على تلك النتائج قدر الباحثون وجود ما يصل إلى عشرة آلاف ثقب أسود في نطاق حوالي ثلاث سنوات ضوئية من "ساجيتاريوس إيه". وقال عالم الفيزياء الفلكية تشاك هيلي، الذي قاد الدراسة المنشورة بدورية نيتشر، الخميس: "هذا حشد كثيف". ويقع "ساجيتاريوس إيه"، البالغ حجمه أربعة ملايين مثل كتلة الشمس، على مسافة 26 ألف سنة ضوئية من كوكب الأرض. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام، وهي تعادل 9.5 تريليونات كيلومتر. وتؤكد هذه النتائج تكهنات قائمة منذ عقود من الزمن، وتعطي لمحة عن جانب أساسي من جوانب المجرات. وقال هيلي: "نظرا لكون مجرتنا متوسطة الحجم إلى حد بعيد فهذا ينبئنا بأن الكون يزخر بالثقوب السوداء التي تدور قرب ثقوب أخرى عملاقة؛ ذلك لأن معظم المجرات بها ثقوب سوداء عملاقة". والثقوب السوداء المكتشفة حديثا، وجميعها ناجمة عن انهيار نجوم عملاقة، هي ثقوب نادرة سيطرت على نجم سابح وربطت نفسها به في ما يشكل ما يسمى أنظمة نجمية ثنائية. ويصعب رصد الثقوب السوداء المعزولة، لكن إشارات الأشعة السينية الناجمة عن الأنظمة النجمية الثنائية سمحت برصدها.