في مراكش، كما في غيرها من مدن المملكة، يتنافس المصلون في التراويح، مصداقا لقوله تعالى "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". في مساجد مراكش التي تمتلئ عن آخرها خلال شهر رمضان المبارك، ترى المصلين يتسابقون بعد كل مغرب في اتجاه مساجد مراكش التي يتواجد بها مقرئين داع صوتهم على المستوى المحلي والعربي، وخلال هذا الشهر المبارك يصبح المسجد التاريخي الكتبية قبلة لاهل مراكش سواء داخل المدينة ومن أحوازها، فقط لأن شيخا اسمه وديع شاكر بصوته الناعم يبث الخشوع في نفوس المصلين، فتراهم يتسابقون إلى الخيرات، وصلاة التراويح أم الخيرات دنيا وآخرة. "كش 24" تعيد الوصل مع قراء، اعتبروا أصوات السماء، منهم وديع شاكر، وعبدالرحمان النابولسي، وآخرين، وتخصص حيزا للحديث عن مسارهم الديني، وحكاياتهم مع صلاة التراويح. الحلقة 3: وديع شاكر يتسبب في إفطار الصائمين بحي القصبة قبل موعد الآذان ب10 دقائق ظل وديع شاكر محافظا على ابتسامته، وكانت نشأته بين أحضان أسرة متدينة أثره الكبير في مسيرته مقرئا، حيث كانت جدته شديدة الحرص على تلقينيه القرآن الكريم في أذنه وبعض الأذكار اليومية، مما جعله يتأثر بذلك حتى تمكن من إتقان التجويد والقراءة، لكنه حفظ القرآن الكريم بشكل متقطع لانشغاله بالدراسة، وبعد انتقاله رفقة أسرته إلى حي إيسيل، تمكن من حفظ القرآن الكريم في سنة واحدة عندما كان يبلغ من العمر 18 سنة، أتناء تحضيره لامتحانات لنيل شهادة الباكالوريا. يحكي والد وديع في لقائه مع " كش 24″، كيف كان ابنه المقرئ وديع مولوعا مند صغره بترتيل القرآن حتى أنه كان يرتل القرآن وهو طفل أينما حل وارتحل وكان معروفا بحيه قصيبة النحاس بالمدينة العتيقة مراكش، ومن غريب حكاياته أنه تسبب في إفطار حومة بكاملها سنة 1986 حينما أذن قبل موعد أذان المغرب بعشرة دقائق، حيث كان حريصا على عدم مفارقة شرفة منزل الاسرة بحي القصبة، وكان دائما يردد الآذان مباشرة بعد آدان مؤذن مسجد مولاي اليزيد، حتى اعتاد سكان الحي على صوته الشجي، وفي يوم من أيام رمضان، قام بترديد آذان المغرب 10 دقائق قبل موعده، فاعتقد الناس انه آذان المغرب فأفطروا على آذانه، وبعد مرور 10 دقائق تفاجئ الجيران بأذان المسجد، حتى قدموا إلينا يستفسرون عن الأمر ففسرنا لهم ما وقع. يتذكر والده في حديثه ل" كش 24″، ذكرياته مع ابنه وديع ويسترجع واقعة اختفائه عن المنزل، لينطلق مسلسل البحت عنه قبل أن يطمأنهم مؤذن مسجد مولاي اليزيد السي عبد السلام رحمه الله الذي كان صديقا لجده، بالاطلاع على المسجد الذي كان يقضي به وقتا طويلا، ليتم بيت العثور عليه نائما في صومعته. ومن الطرائف التي كانت تحدث لوديع في بداية إمامته للناس انه كان يقبل على تناول الطعام بكثرة خلال الإفطار، اعتقادا منه ان ذلك سيمكنه من الحفاظ على القدرة، لكنه كان بجد صعوبة كبيرة في اتمام الصلاة، ليقتصر حاليا على الماء والتمر مع شربة ساخنة.