في مراكش، كما في غيرها من مدن المملكة، يتنافس المصلون في التراويح، مصداقا لقوله تعالى "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". في مساجد مراكش التي تمتلئ عن آخرها خلال شهر رمضان المبارك، ترى المصلين يتسابقون بعد كل مغرب في اتجاه مساجد مراكش التي يتواجد بها مقرئين داع صوتهم على المستوى المحلي والعربي، وخلال هذا الشهر المبارك يصبح المسجد التاريخي الكتبية قبلة لاهل مراكش سواء داخل المدينة ومن أحوازها، فقط لأن شيخا اسمه وديع شاكر بصوته الناعم يبث الخشوع في نفوس المصلين، فتراهم يتسابقون إلى الخيرات، وصلاة التراويح أم الخيرات دنيا وآخرة. "كش 24" تعيد الوصل مع قراء، اعتبروا أصوات السماء، منهم وديع شاكر، وعبدالرحمان النابولسي، وآخرين، وتخصص حيزا للحديث عن مسارهم الديني، وحكاياتهم مع صلاة التراويح.
الحلقة 2: وديع شاكر يحصل على دراجة نارية كهدية من والده بعد حفظه للقرآن الكريم منذ صغره رسمت في شخصية وديع شاكر ذلك الطفل المهذب المؤدب، الذي يشق لنفسه طريقا للسالكين على درب القرآن حفظا وأخلاقا، تربيته في أسرة محافظة متشبعة بالقرآن والإيمان والعلم ومكارم الأخلاق، حيث بدأت معالم هذا النموذج المتفرد في الأخلاق والعلم والمعاملات تظهر بشكل جلي في شخصية وديع الابن الصغير. ظهر ميول وديع إلى فن التجويد، في سن مبكرة، منذ بداية سنته الرابعة، وكان يردد ما يسمعه من آيات وسور من القرآن الكريم بصوت غاية في الروعة، مما جعل والده، الذي لايزال يلازمه إلى اليوم، ووالدته، التي شكلت مصدر تهذيبه وتربيته، وبعض معارفه، لاسيما فقيه مسجد الرحمة بحي إيسيل والمؤذن مولاي حفيظ الإدريسي رحمه الله، يتنبؤون له بمستقبل جيد، في مجال تجويد وترتيل القرآن العظيم، فبدؤوا يشجعونه على المضي في هذا المسار النير. كان للوالد دور كبير في ما وصل إليه وديع اليوم من "نجومية" وشهرة في مجال ترتيل القرآن وتجويده خلال صلاة التراويح بمسجد الكتبية التاريخي، حيث كان يحفزه دائما على حفظ كتاب الله، عن طريق تخصيص هدية عبارة عن دراجة نارية، ليزداد حماس وديع ويتمكن من إتمام تجويد القرآن الكريم وحفظه وهو في سن الثامنة عشرة على يد فقيه مسجد حي إيسيل الامام الحسين عفيفي، الذي تلقى منه المبادئ الأساسية لفن التجويد. لم يخلف الوالد وعده مع ابنه وديع فقرر شراء دراجة نارية منحها كهدية لابنه مقابل حفظه لكتاب الله، فشرع في التنقل بها في مختلف أحياء مراكش، وفي يوم من الأيام فوجئ وديع الذي توجه رفقة والده ، على متن الدراجة النارية لأداء الصلاة بإحدى مساجد مراكش، باختفاء دراجته النارية، ليكتشف في الأخير أنها تعرضت للسرقة، ليقرر تقديم شكاية في الموضوع لدى المصالح الأمنية. وبخصوص الشيوخ والقراء الذي تأتر بهم يقول وديع في حديثه ل"كش 24″ أثناء حفظ القران كنت استمع لإمام الحرمين الشيخ علي جابر وشيخ الشيوخ خليل الحصري ومصطفى إسماعيل ومحمد رفعت والمنشاوي، ومن القراء الجدد أنور الشحات ومحمد عمران.