استقطب الإمام وديع شاكر، الذي يؤم صلاتي العشاء والتراويح في شهر رمضان المبارك، بمسجد الكتبية التاريخي، آلاف المصلين، من مختلف الأعمار، شبابا وشيوخا وأطفالا، وكذلك النساء اللائي في بعض الأحيان يتساوى عددهن مع عدد الرجال، مع بداية الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان الكريم، في أجواء روحانية. ودخل عدد من المصلين في جو من الخشوع، وفي لحظات بكاء واستغفار، ودعاء مسترسل أتناء قراءة وديع شاكر دعاء صلاة التهجد، وسجلت مجموعة من حالات إغماء خصوصا في صفوف النساء، ليتم نقلهن إلى فضاء خاص بالقرب من مسجد الكتبية لتلقي الإسعافات الأولية. وحرك الإمام الشاب وديع ابن مدينة مراكش ، مختلف الأجهزة الأمنية، التي ساهمت في حفظ الأمن العام خارج المسجد، والسهر على تفرق المصلين بعد انتهاء صلاتي التراويح والتهجد. وخطف المقرئ وديع شاكر، الأضواء من عدد من رجال الفن ونسائه ومن مشاهير الرياضة وتمكن من تبوأ مقعدا مهما بين أصحاب الأصوات الشجية الصادحين بالقرآن الكريم، يحج إلى الصلاة خلفه آلاف المصلين، رغبة منهم في الاستمتاع بالأجواء الروحانية، والتمتع بطريقة وديع في ترتيل القرآن الكريم. ووصل المصلون إلى الساحات الخارجية المحيطة بمسجد الكتبية، وامتدت صفوفهم إلى المدار الطرقي لشارع محمد الخامس القريب من ساحة جامع الفنا، في الوقت الذي أبهرت طريقة ترتيل القرآن الكريم من طرف المقرئ وديع القنصلة العامة لفرنسا شنتال شوفان، التي دأبت على الجلوس بحديقة إقامتها المحادية لمسجد الكتبية، للاستمتاع بالصوت الشجي للإمام وديع شاكر. وتشهد الشوارع الرئيسية والفرعية القريبة من المسجد، اكتظاظا بسيارات المصلين، الذين يأتون من مختلف أحياء مدينة مراكش، من أجل حضور صلاة التهجد والاستمتاع بترتيل القرآن الكريم بصوت الشيخ وديع شاكر، ولم تتوقف الأمواج البشرية عن التدفق بعد بداية صلاة التهجد، وكان المصلون يبحثون لهم عن مكان في الساحة الخارجية للمسجد ويكتفون بسماع صوت الشيخ وديع، الذي كان يخرج نقيا وواضحا من مكبرات الصوت، التي ثبتث خارج المسجد قبل بداية شهر رمضان لتمكين المصلين الذين لا يتمكنون من إيجاد مكان لهم داخل قاعة الصلاة في المسجد من متابعة الصلاة. ويرتقب أن يصل عدد المصلين في قيام "ليلة القدر" بمسجد الكتبية التاريخي، وليلة ختم القرآن الكريم بصوت المقرئ وديع شاكر، نحو 100 ألف مصل، ومن المنتظر أن يفد المصلون من مختلف أحياء المدينة الحمراء والضواحي والمدن المجاورة، للصلاة وراء وديع شاكر. وأكد عدد من الوافدين على مسجد الكتبية التاريخي، أن تحمل أعباء التنقل إلى مسجد الكتبية القريب من ساحة جامع الفناء، قصد أداء صلاتي التراويح والتهجد بهذه المعلمة، يعتبر شيء هين بالنظر إلى الراحة النفسية والخشوع الذي يحس به المصلي خلف المقرئ وديع شاكر، الذي يتميز بصوت شجي ومؤثر. يقول عباس في تصريح ل"كش24″، " جمالية تجويد القرآن من طرف وديع شاكر، تجعل الكثير من الناس يأتون من مختلف أحياء مدينة مراكش والنواحي، حتى يعيشوا هذه الأجواء". من جانبه، تحدث عبد السلام عن إحساسه وهو يصلي وراء الإمام وديع،" أشعر وكأن جسدي كله يرتعش تحت تأثير صوته. إنه يخلق جوا من الخشوع في حين أن الأئمة الآخرين لا ينجحون في ذلك" ويجسد مسجد الكتبية، صورة متكاملة للمسجد الذي يسارع إليه المصلون لينعموا بأجواء إيمانية فريدة تملؤها السكينة ويميزها الخشوع يفرضها الجو العام للجامع الذي تزين لاستقبال أفواج المصلين في ليالي الشهر الفضيل. ويعد مسجد الكتبية منارة روحانية تزداد توهجا في شهر رمضان الكريم لاسيما في العشر الأواخر منه حيث يجمع المسجد بين التصاميم الهندسية الفريدة والفخامة العمرانية اللافتة من جهة والفعاليات والأنشطة والبرامج الإيمانية من جهة أخرى.