من المُقرَّر أن يتمكَّن مستخدمو تطبيق واتساب في القريب العاجل من تحميل تحديث جديد تماماً، من شأنه أن يُحدِث تغييراً هائلاً مثيراً للجدل. وزعم موقع WABetaInfo، المتخصص في رصد المزايا الجديدة من تطبيق واتساب، حصوله على أحدث نسخة من شروط الخدمة (ToS) الخاصة بتطبيق واتساب. كذلك، ذكر موقع Gadgets360، التابع لقناة تلفزيون نيودلهي المحدودة الهندية، أن شروط الخدمة الجديدة تُشدِّد على أن التطبيق سوف يسمح بتشارك البيانات مع "مجموعة الشركات التابعة لشركة فيسبوك" قريباً. فقد جاء من بين شروط الخدمة الجديدة "أن مجموعة شركات فيسبوك (بما فيها تطبيق واتساب) هي مجموعة من الشركات المملوكة لشركة فيسبوك"، بحسب صحيفة Daily Express البريطانية. واستكمل Gadgets360: "تتعهَّد بقية شركات فيسبوك الأخرى بتقديم خدماتها لشركة واتساب، بما يُمكِّنها جميعاً من التعاون وتقديم خدماتها معاً". وأضاف: "بتشارك بياناتك الشخصية مع باقي مجموعة شركات فيسبوك، نضمن لك أنها لن تُستخدَم إلا في تقديم الخدمات الخاصة بتطبيق واتساب نيابةً عنَّا ووفقاً لشروطنا وتعليماتنا، أو في مساعدتنا على ضمان أمان وسلامة ونزاهة تطبيق واتساب والمنتجات الأخرى التي تُقدِّمها شركة فيسبوك". لينتهي شرط الخدمة بعبارة: "يتعهَّد تطبيق واتساب لمستخدميه بعدم إظهار ما يُشارَك عبر تطبيق واتساب، بما في ذلك رقم الهاتف، على موقع فيسبوك أو عبر أي منتج آخر من منتجات شركة فيسبوك إلا برغبة المستخدم". يُذكَر أن تسريبات شروط الخدمة الجديدة قد جاءت بعد أن قدَّمَت شركة واتساب النسخة 2.18.57 الأخيرة من تطبيقها لبرنامج جوجل بلاي بيتا، المعني بتجربة التطبيقات الجديدة قبل طرحها رسمياً. ليست المرة الأولى وهذه ليست المرة الأولى التي تُغيِّر فيها شركة واتساب شروطَ خدمتها: ففي عام 2016، غيَّرَت الشركة شروط الخدمة كي تسمح لموقع فيسبوك بالاطِّلاع على رقم الهاتف الذي ربطه المستخدمون بحسابهم على تطبيق واتساب. هذا التغيير بالغ الأهمية قد مَكَّنَ شبكة فيسبوك الاجتماعية، التي يقع مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية، من الربط بين الملفات الشخصية لمستخدمي الخدمتين، واتساب وفيسبوك، وتتبّعها، مما سمح لها بجمع المزيد من المعلومات للاستعانة بها في الإعلانات التي تُقدِّمها، وفي تحسين إجراءاتها الأمنية. لكن التحديث الأخير لشروط الخدمة قد أثار حفيظة العديد من المستخدمين؛ فقد رأوا أنه يخالف التعهد الذي قطعته شركة واتساب لمستخدميها حين استحوذت عليها شركة فيسبوك في عام 2014. فقد كان تطبيق الدردشة المذكور قد زعم لمستخدميه فيما مضى أنه لن يتشارك بياناتهم مع بقية التطبيقات التابعة لشبكة فيسبوك الاجتماعية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن وكالة الرقابة على الخصوصية، التابعة للجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات الفرنسية، كانت قد ألزمت شركة واتساب بالتوقف عن تشارك بيانات مستخدميها مع موقع فيسبوك، في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وبعد التحقيق في شروط الخدمة المُحدَّثة، ارتأت اللجنة، أنه حتى ولو كانت نية شركة واتساب المتمثلة في تحسين إجراءاتها الأمنية قانونية، فإن هدفها المتمثل في جمع معلومات وبيانات العمل ليس كذلك. فوفقاً للجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات الفرنسية: "لقد لاحظنا أن شركة واتساب، في الواقع، تنقل البيانات المتعلقة بمستخدميها إلى شركة فيسبوك المحدودة، وذلك بهدف "جمع المعلومات وبيانات العمل" ولأغراض أمنية". واستطردت اللجنة تصريحها بقولها: "وتحقيقاً لهذه الغاية، تمارس الشركة تشارُك المعلومات المتعلقة بمستخدميها، مثل أرقام هواتفهم أو عادات استخدامهم لتطبيق واتساب، مع شركة فيسبوك". وأضافت الهيئة التنظيمية الفرنسية: "من ثم، يرى رئيس اللجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات الفرنسية أن نقل البيانات من شركة واتساب إلى شركة فيسبوك المحدودة لغرض "جمع المعلومات وبيانات العمل" سالف الذكر لا يستند إلى الأساس القانوني المطلوب لمعالجة البيانات بموجب قانون حماية البيانات". واختتمت اللجنة تصريحها قائلةً: "خصوصاً أنه لا يمكن لشركة واتساب التحجُّج بحصولها على موافقة مستخدميها، ولا بمصلحتها المشروعة في هذه الحالة".