وصلت شاحنة تحمل 71 من ضحايا الإبادة الجماعية في حرب البوسنة، الأحد، إلى بلدة سربرنيتشا شمال شرقي البوسنة والهرسك؛ تمهيدًا لدفنهم، اليوم الثلاثاء، الذي يوافق الذكرى ال22 للمذبحة التي ارتكبتها القوات الصربية. و انطلقت في وقت سابق الشاحنة من العاصمة سراييفو، قاصدة بلدة سربرنيتشا، واستقبلها أقارب الضحايا في منطقة “بوتوتشاري” التابعة للبلدة بالدموع. وأفاد مراسل الأناضول بأن السلطات وضعت توابيت الضحايا، الذين قضوا في سربرنيتشا، في معمل لصنع البطاريات، ومن المرتقب أن يُدفنوا في البلدة بمراسم تجرى اليوم. وأوضح أن أصغر الضحايا سنًا ممن سيدفون في هذا العام، يدعى “دامير سوليتش” ويبلغ 15 عاما، وأكبرهم “علي صالحوفيتش” (72 عامًا). وفي 11 يوليو من عام 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من بلدة سربرنيتشا إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية البلدة، غير أن الهولندين أعادوا تسليمهم للصرب. وقامت القوات الصربية بقتل أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان في سربرنيتشا، وسمحت للأطفال والنساء فقط بالخروج من البلدة. وكانت القوات الصربية، ارتكبت العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت 1995 بعد توقيع اتفاقية “دايتون”، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأممالمتحدة. ودفن الصرب البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد وضع الحرب أوزارها أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر وتحديد هوياتهم. ودأبت السلطات البوسنية في 11 يوليو/تموز من كل عام، على إعادة دفن مجموعة من الضحايا، الذين توصلت إلى هويتهم، في مقبرة “بوتشاري”. ومن المرتقب أن يصل عدد المدفونين في المقبرة إلى 6 آلاف و575، مع دفن الضحايا ال71 هذا العام.