توافد آلاف المسلمين صباح الخميس إلى سربرنيتشا في شرق البوسنة، حيث سيدفن اليوم 409 من المسلمين من ضحايا مجزرة ارتكبتها قبل 18 سنة قوات صرب البوسنة. وبمناسبة ذكرى المذبحة تقام كل سنة مراسم دفن رفات الضحايا الذين يُتعرف إلى بقاياهم بعد نبش مقابر جماعية. وقالت منيرة سوباسيتش التي فقدت ابنها وزوجها في المجزرة "بعد 18 سنة وجدت فقط قطعتين من عظام هيكل ابني لكنني قررت أن أدفنهما لأنني لن أعيش عمرين، ولا يمكنني أن انتظر حتى أعثر على بقية رفات ابني". وقد وصل ستة آلاف شخص مساء الأربعاء إلى بلدة بوتوكاري قرب سربرنيتشا التي تضم النصب التذكاري للمذبحة بعد أن قطعوا مشيا على الأقدام الطريق التي سلكها المسلمون في سربرنيتشا في الاتجاه المعاكس عبر الغابات قبل تصفيتهم في يوليو/تموز 1995. واحتلت قوات صرب البوسنة في الحادي عشر من يوليو/تموز 1995، قبل بضعة أشهر من نهاية النزاع الطائفي في البوسنة (1992-1995) بلدة سربرنيتشا المسلمة التي أعلنتها الأممالمتحدة في 1993 "منطقة حماية دولية". وقتل نحو ثمانية آلاف رجل وشاب مسلم في بضعة أيام وعثر على رفاتهم في عدة مقابر جماعية. وستدفن أصغر ضحية هذه السنة في مركز ميموريال، وهو رضيع توفي في يوليو/تموز 1995 بعد ميلاده بقليل بقاعدة الأممالمتحدة في بوتوكاري. وبالضحايا ال409 الجدد، يبلغ مجمل عدد المدفونين بالمركز ستة آلاف و66 شخصا. وبعد أن تهربا من القضاء الدولي لسنوات عدة يخضع قائدا صرب البوسنة العسكري راتكو ملاديتش والسياسي رادوفان كراديتش حاليا إلى المحاكمة أمام محكمة الجزاء الدولية في يوغسلافيا السابقة خصوصا بشأن سربرنيتشا، واعتقل الاثنان في صربيا، كراديتش في 2008 وملاديتش في 2011.