شارك المغرب أمس الأحد، في المراسم المدنية والدينية لإحياء الذكرى ال15 لمجزرة سريبرينيتسا. وضم الوفد المغربي المشارك في هذه المراسم السادة محمد أزروال السفير المفتش العام بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون وعباس القادري سفير المغرب في البوسنة والهرسك. وبعد أن وضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري لضحايا مجزرة سريبرينيتسا، تقدم للسلام على الوفد المغربي السيدان هاريس سيلايجيتش رئيس رئاسة البوسنة والهرسك وجيلكو كومسيتش عضو هيئة الرئاسة الذي نقل له السيد أزروال التحيات الحارة للشعب المغربي وكذا مشاعر تعاطفه الأخوية بمناسبة إحياء الذكرى ال15 للمجرزة. وقد مثل المجتمع الدولي ،إلى جانب الوفد المغربي، في هذه المراسم عدد من رؤوساء الدول والحكومات ، من بينهم الرئيس الكرواتي ورئيسا الوزراء التركي والبلجيكي.حيث شارك عشرات الآلاف من البوسنيين الاحد في احياء الذكرى الخامسة عشرة لمجزرة سريبرينيتسا والتي دعا لمناسبتها الرئيس الاميركي باراك اوباما وقادة آخرون الى توقيف الصربي راتكو ملاديتش. وهذه المأساة التي وقعت في يوليوز 1995 وقتل فيها نحو ثمانية آلاف بوسني مسلم واعتبرت المجزرة الاشد دموية التي تشهدها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، اعتبرتها محكمة الجزاء الدولية عملية ابادة. وبدأت المراسم المدنية والدينية لاحياء المجزرة قبيل الظهر . وتم دفن رفات 775 من ضحايا المجزرة وضعت في نعوش لفت بقماش اخضر هو لون الاسلام، بعد الظهر في مقبرة بوتوكاري التذكارية قرب سريبريتيتسا شرق البوسنة. وبذلك بلغ عدد الضحايا الذين تم دفن رفاتهم نحو 6500 من نحو 8000 شخص قتلوا في هذه المجزرة وذلك بعدما تم التعرف عليهم بفحص الحمض الريبي النووي. وكان دفن 3749 من ضحايا المجرزة في مقبرة بوتوكاري. وحضر عدد كبير من القادة الاجانب احياء الذكرى بينهم الرئيس الصربي بوريس تاديتش. وفي رسالة تمت قراءتها امام الحشد وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما المجرزة بانها "وصمة في ضميرنا الجماعي" ودعا الى توقيف الجنرال السابق راتكو ملاديتش القائد العسكري لصرب البوسنة عندما وقعت المجزرة. وقال اوباما "لا يمكن قيام سلام دائم من دون عدالة" ومن دون "ملاحقة ومحاكمة اولئك الذين اقترفوا الابادة". واوضح ان ذلك "يشمل راتكو ملاديتش الذي قاد المجازر ولا يزال طليقا". وكان القضاء الدولي دان ملاديتش بتهمة الابادة وخصوصا لدوره في مجزرة سريبرينيتسا غير انه لا يزال فارا. وقد يكون مختبئا في صربيا، وتؤكد بلغراد انها تبذل كل ما في وسعها للعثور عليه. وفي رسالة اخرى لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تليت ايضا امام الحشد، اكد كاميرون ان المسؤولين عن المجزرة "سيلاحقون بلا هوادة حتى يمثلوا امام القضاء". وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي حضر الى سريبرينيتسا "على العدالة توقيف الجنرال ملاديتش خصوصا". وبين الحضور كان هناك عدد كبير من اقارب الضحايا الذين لا يزالون يعانون آثار تلك الحقبة التي استولت خلالها القوات الصربية البوسنية على جيب سريبرينيتسا المسلم رغم انه كان يخضع لحماية الاممالمتحدة. ودفنت خديجة محمدوفيتش الاحد رفات زوجها عبد الله وابنيها المير وازمير اللذين كانا في ال17 وال20 من العمر في زمن الواقعة. وقالت المراة التي تتذكر كيف ظلت اياما تنتظر بلا جدوى عودة زوجها وابنيها، "لم اكن اتخيل ان هناك شخصا قادرا على ارتكاب مثل هذه الجريمة". اما رامزة غورديك التي تبلغ ال63 من العمر وفقدت بدورها ابنها وزوجها فتقول "كيف انسى وكيف اسامح؟ انني افكر فيهم كل يوم. افكر فيهم حين ارى فتى يشبههما وحين ارى في متجر سيدة تبتاع ثيابا لاطفالها". واوضح الرئيس الصربي السبت ان حضوره الى سريبرينيتسا يمثل "بادرة مصالحة و(يهدف الى) اقامة جسر بين شعبي الدولة السابقة" يوغوسلافيا. وبعد سنوات من نفي المجزرة، تبنى البرلمان الصربي في /مارس الماضي قرارا يدين مجزرة سريبرينيتسا. في المقابل وفي بادرة تحد، منح السبت الزعيم السياسي لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش خلال الحرب (1992-1995) والذي يحاكم بتهمة الابادة من قبل محكمة الجزاء الدولية، وساما من جانب حزبه وذلك عشية احياء ذكرى المجزرة.