شارك المغرب أول أمس الأحد، في المراسم المدنية والدينية لإحياء الذكرى ال15 لمجزرة سريبرينيتسا. وضم الوفد المغربي المشارك في هذه المراسم محمد أزروال السفير المفتش العام بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون وعباس القادري سفير المغرب في البوسنة والهرسك. وبعد أن وضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري لضحايا مجزرة سريبرينيتسا، تقدم للسلام على الوفد المغربي هاريس سيلايجيتش رئيس رئاسة البوسنة والهرسك وجيلكو كومسيتش عضو هيئة الرئاسة الذي نقل له السيد أزروال التحيات الحارة للشعب المغربي وكذا مشاعر تعاطفه الأخوية بمناسبة إحياء الذكرى ال15 للمجرزة. وقد مثل المجتمع الدولي ،إلى جانب الوفد المغربي، في هذه المراسم عدد من رؤوساء الدول والحكومات ، من بينهم الرئيس الكرواتي ورئيسا الوزراء التركي والبلجيكي. وقد شارك عشرات الآلاف من البوسنيين، في إحياء الذكرى الخامسة عشرة لمجزرة سريبرينيتسا التي راح ضحيتها قرابة ثمانية آلاف شخص في واحد من أعنف فصول الحرب في يوغسلافيا السابقة، فيما دعا الرئيس الصربي بوريس تاديتش الذي حضر المناسبة، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إلى المصالحة بين جمهوريات يوغسلافيا السابقة . وشملت مراسم إحياء الذكرى دفن رفات 775 من الضحايا الثمانية آلاف في مقبرة بوتوكاري التي دفن فيها حتى الآن 3749 من ضحايا هذه المجزرة . وكانت مئات النعوش نقلت، السبت الماضي، إلى الموقع في أجواء من الانفعال والتأثر في المقبرة . وتشكلت سلسلة طويلة من الرجال تحت شمس حارقة لنقل النعوش إلى الجهة الأمامية من المقبرة . وأثار حضور الرئيس الصربي تاديتش مراسم إحياء الذكرى أمس استياء كثير من الناجين الذين يشيرون إلى أن راتكو ملاديتش الزعيم العسكري الصربي البوسني المتهم بقيادة هذه "الإبادة" ما زال يختبئ في صربيا . وأعلن تاديتش أن مشاركته في إحياء هذه الذكرى تمثل “فعل مصالحة وبناء جسور بين أمم الدولة السابقة المشتركة” يوغسلافيا . أما المتهم الآخر بالوقوف وراء هذه الحملة الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش فقد اعتقل في بلغراد في 2008 . وهو يحاكم حالياً أمام محكمة الجزاء الدولية . وكان الحزب الديمقراطي الصربي، القومي المتطرف، قلد، السبت عشية هذه الذكرى، وبمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه، كلاً من كرادجيتش ورئيس برلمان صرب البوسنة خلال الحرب مومتشيلو كرايشنيك الذي حكم عليه بالسجن 20 عاماً بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ميداليتين، تسلمتهما كل من زوجة كرادجيتش وشقيق كرايشنيك . وفي هذه المناسبة، طالب مسؤولون بارزون بالاتحاد الأوروبي بالتعاون الكامل مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي . وأعلنت كاثرين أشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد، وستيفان فولي، المفوض الأوروبي لسياسة الجوار والتوسع، في بيان مشترك أن "سربرنيتشا نصب تذكاري صامت لما لم يحدث مثله أبداً وما لا يجب تكرار حدوثه مرة أخرى" . ووصف المسؤولان التعاون الكامل مع المحكمة الدولية بأنه أمر ملحّ وضروري .