استقبلت العاصمة البوسنية سراييفو، يوم السبت 9 يوليوز 2016، شاحنة قادمة من مدينة "فيسوكو"، تُقل على متنها رفات 127 شخصًا من ضحايا مجزرة "سربرنيتسا"، التي ارتكبتها القوات الصربية بحق المسلمين البوشناق إبان حرب البوسنة 1995. ووفقا لوكالة أنباء الأناضول، فقد انطلقت الشاحنة في وقت سابق السبت من مقبرة "فيسوكو"، بمراسم توديع شارك فيها ذوو الضحايا الذين ستُدفن رفاتهم بمقبرة "بوتوكاري" بسراييفو، في 11 يوليوز الحالي. وقالت زيبا أليج، ل"الأناضول"، إنها فقدت العديد من أقربائها في مجزرة "سربرنيتسا"، وعلى رأسهم والدها وشقيقها الصغير، مشيرة أن الألم والحزن لا يفارق عائلات الضحايا إطلاقًا. واستقبل حشد من أهالي سراييفو، الشاحنة والموكب المرافق لها، أمام مبنى رئاسة الجمهورية، وسط أجواء عاطفية، بحضور رئيس الاتحاد الإسلامي في البوسنة والهرسك "حسين كوازوفيتش"، ورئيس بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى البوسنة والهرسك جوناثان مور، والسفير التركي في سراييفو، جهاد أرغيناي. وفي حديثها ل"الأناضول"، أفادت فاطمة هوبيجار، أنها فقدت في المجزرة نجلها (22 عامًا)، ولم تتمكن من العثور على رفاته حتى الوقت الراهن، مشيرة أنها تنتظر عودته كل عام في المكان المخصص لاستقبال الجنائز التي تحمل رفات الضحايا. وتوجّهت الشاحنة فيما بعد إلى مقبرة "بوتوكاري"، مروراً بضريح تذكاري للقتلى الأطفال البوشناق، وسوق "ماركال"، الذي شهد مجزرتين كبيرتين في حرب البوسنة. وأعلنت السلطات البوسنية في وقت سابق، أن 12 من الضحايا ال 127، كان عمرهم أقل من 18 عامًا عند تعرضهم للقتل على يد القوات الصربية، وأن أصغر واحد بينهم كان يبلغ من العمر 14 عامًا، فيما كان عمر أكبرهم 77 عامًا. جدير بالذكر، أن القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 يوليوز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأممالمتحدة، وارتكبت مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عامًا، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.