الجمعة 13 ماي 2016 بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه أجمعين، أحبابي الكرام: قد يعجز المرء أحيانا خصوصا في مقامات الشكر والعرفان، لأن المشاعر ساعتها تتداخل والكلمات تتدافع فلا يَدْرِي المُقْدِمُ على الشُّكْرِ ماذا يُقَدِّم، وتلكم والله حالي وأنا أحاول شكر إخواني المغاربة المقيمين في دولة قطر الشقيقة على ما رأيت منهم من حب أوجبه لهم حسن خلقهم، وكريم منبعهم، ولطيف طبعهم، وحبهم لكتاب الله وأهله الذين أسأل الله العظيم أن أكون منهم، ولا غرابة في الأمر، فالمغاربة شعب عظيم كريم، محب لكتاب الله، وتاريخهم وحاضرهم لا يتركان لمتأمل شكا ولا ارتيابا. رأيت من إخواني المغاربة حبا وكرما، وذلك والله أمر يثلج الصدر ويسعد الفؤاد، فأنا أفتخر بهم وأفتخر بمغربيتي، ولي كامل الشرف أن أكون مغربيا، وإذا عجز العبد عن الثناء فإنه لا يعجز عن الدعاء، وذلك واجب بمقتضى رد الجميل، عملا بقول النبي الجليل، صلى الله عليه وسلم: (من أسدى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه)، وأي معروف عند أهل الأذواق أعظم من ابتسامة تشرح الصدر، وكلمة حسنة تترك في القلب نسمة السرور، وعِنَاقٍ يُشْعِرُ بالدفء والحب الصادق، وذلك والله هو المعروف الذي يرقى فوق كل معروف، لأنه يشعرك بالأمل بأن الناس على خير، وأن أصل الخير مستقر في جذر القلوب، رغم كل ما يحيط بالناس من محاولات زرع الجفاء فيهم، وجعل العلائق مبنية على المصالح الضيقة الصغيرة. أسأل الله العظيم أن يكرمكم وأن لا يدع لكم هما إلا فرجه، ولا كربا إلا نفسه، أسأل الله أن يقضي حاجاتكم وهو بها عليم، وأن يصلح ذرياتكم، ويحفظكم بحفظه، ويجللكم بعونه، وَيُكِنَّكُمْ بِسِتْرِه، ويكفيكم شر كل ذي شر، كما أسأله سبحانه مثل ذلك لكل مغربي أينما وجد، ولسائر المسلمين، وأهتبل هذه الفرصة فأقول مخاطبا إخواني وأحبابي المغاربة، ليس هناك شيء أضمن للأمن وأجلب للخير بعد تقوى الله والاعتصام به، من الوحدة وعدم التفرق ، فقد قال سبحانه (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتون إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، فإن المكر كبير. وإن الكيد عظيم، وقد أوضح ولي أمرنا حفظه الله ذلك في خطاب الرياض، ذلكم الخطاب التاريخي الذي يضع الأشياء في نصابها، فالوحدة الوحدة ضد كل متربص وكل عميل يريد أن يثير الفتنة ويمكن للشقاق، ومن كان ذا أمانة فليؤد الذي عليه، ولنظهر للعالم أننا سد منيع يَسْتَعْصِي على النَّقْب. فعزتنا إخوتي في ديننا في أخوتنا في محبتنا في إقامة العدل بيننا، في نصرة المظلوم، والأخذ على يد الظالم، والأخذ بيد الضعيف، فلنتعاون وَلْنَتَّحِدْ خلف إمامنا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أسأل الله العظيم أن يدخلنا في كَنَفِ سِتْره، وفي جميل عفوه، وأن يديم أمننا، ويوحد صفوفنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.