هذه مبادئ حصرتها في عشرة، تقريبا، وتيسيرا، يحتاجها المبتدئ والمقتصد، لإتمام البحث والازدياد من طلب العلم، وسمتها بالمبادئ العشرة*، وجمعتها في: الإخلاص، والبكور، والإقبال، والإعراض، والتخلص، والاستجماع، والاعتدال، والتقسيم، والوفاء، والإتقان. وإليك بيانها: – الإخلاص، أن يكون العمل مما يبتغى به وجه الله لنيل الثواب والأجر، ولا يمنع ذلك من ابتغاء فضل وعرض من أعراض الدنيا تبعا لا أصالة. – البكور، وهو التعجيل بالانطلاق في العمل، واجتناب التسويف، والشروع في المطلوب خلال الأسبوع الأول بعد المقابلة والقبول. – الإقبال، وهو إقبال على البحث واستفراغ لوقت الفراغ فيه، ومكابدة في العمل، ومواصلة الليل بالنهار، وتغيير أماكن العمل عند الملل، فإن الانقطاع عن البحث مضر ومخل. – الإعراض، وهو إعراض عن مختلف الصوارف، مما يمكن الاستغناء عنه من لقاء، أو حضور ما لا داعي إليه من المجالس، مما يفني وقتا وينهك ذهنا. – التخلص، من العوائق، والعوائق، والعلائق، الصارفة عن البحث والمانعة من العكوف عليه، وأهمها الهاتف السارق للأوقات، ويستحب وضع الطيران عند أمن الخوف من تعطيل مصالح العباد. – الاستجماع، وهو استجماع الجهد والعمل، واجتناب كثرة المهام، والإعراض عن الطوارق والطوارئ إلا لضرورة علمية أو عملية، وفقه أولويات البحث العلمي، وما وقته موسع، وما وقته مضيق. – الاعتدال، وهو المنهج الوسط في التوفيق بين مطالب الحياة، ومطالب العلم والعمل، بإعطاء كل ذي حق حقه، فإن الإفراط في جانب قد يؤدي إلى النفور وانقباض النفس منه. – التقسيم، وذلك بتقسيم المهام على مراحل أسبوعية، وشهرية، وسنوية، ينجز في كل مرحلة الحد الأدنى من القدر المتعاهد عليه، مع محاسبة النفس على التقصير والتوبة والندم. – الوفاء، وهو خلق لازم للباحث يفي بما وعد به، ويقدمه مكملا في الوقت المتفق عليه، وزيارة المشرف على البحث بمادة علمية محررة مدققة، تسر الباحث، والمشرف، والمناقش، والقارئ، ويحب لقاء الجميع بما أعده. – الإتقان، فلا يقدم من العمل إلا ما ضبط وحرر، حياء من النفس، واستحياء من تقديم ما لا يليق بالمقام، سيما من عرف أنه من أهل الضبط والإتقان. * وسمتها بالمبادئ العشرة تيمنا بما ذكره أسلافنا في مبادئ كل علم.