كتبت د.حسناء الشريف الكتاني تعليقا على حادثة وفاة الفتى عماد مجاهد مشجع فريق الجيش الملكي الذي توفي إثر مضاعفات نتيجة تلقيه ضربة على رأسه من هراوة رجل أمن تونسي بمدينة سوسة التونسية: "صديق الطفولة لابني "علي" -أصلحه الله- اسمه (عماد المجاهد) كبُر يتيم الأب، فتولت أمه رعايته وناضلت من أجل أن يكبر في أحسن الظروف لينال أرفع الشهادات، والله وحده يعلم ما كابدته هذه الأم ليبلغ ما بلغه. ولأنه كان يعشق نادي الجيش الملكي لكرة القدم سافر الأسبوع الماضي ليحضر مباراته في مدينة سوسة بتونس، فما كان من الشرطة التونسية إلا وأن هبطت على رأسه بالهراوة بكل وحشية وهمجية دونما ذنب اقترفه، وتركته ملقى على الأرض، وبعد استفاقته (كما بلغنا ودون أي عناية طبية تذكر) عاد مسرعا لأرض الوطن متأثرا بمضاعفات الحادث ليدخل المستشفى يوم الإثنين الماضي بعد تشخيص إصابته بنزيف دماغي حاد… لكن بعد فوات الأوان… واليوم الجمعة انتقل إلى جوار ربه ليترك وراءه أما مكلومة ضاعت كل أحلامها وآمالها وكفاحها… وليحترق كبدها بضربة همجية من وحش كاسر بدل أن يمتهن المهنة ليحفظ أرواح الناس… امتهنها ليعكس عقده المكبوتة… عليه من الله ما يستحق. والمؤسف حقا، هو ذكر الخبر في حاشية هامشية محتشمة في صحيفة إلكترونية شهيرة دون إعطاء أي معلومات عن الفقيد الذي كان يدرس في السنة النهائية تخصص "International Business" وكان من المفترض أن يكون أحد شباب هذا الوطن الطموحين الفاعلين… يا للأسف شبابنا مجرد أرقام ولا حول ولا قوة الا بالله. رحم الله الشاب الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، وعزاؤنا الحار لوالدته المكلومة ولأخيه وإنا لله وإنا إليه راجعون".