بقلوب خاشعة وأفئدة مكلومة، ودعت أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير المناضل المرحوم الطيب بن بوعزة الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الثلاثاء 20 يناير 2014 عن سن تناهز 90 سنة. ولد الراحل العزيز المرحوم الطيب بن بوعزة سنة 1925 ببركان، وتابع دراسته ببلدته واضطر لمغاردة الدراسة مبكرا للعمل بمناجم الفحم بجرادة سنة 1943 ليعيل أسرته. برز الفقيد الطيب بن بوعزة كأحد رواد الحركة الوطنية النقابية ومؤسسي المركزية النقابية الوطنية الأولى، الاتحاد المغربي للشغل وبحكم موقعه النضالي الطليعي، كان على صلة وثيقة برجالات الحركة الوطنية والمقاومة منهم الشهيد إبراهيم الروداني الذين اضطلعوا بأدوار أساسية في الإعداد لانتفاضة الدارالبيضاء التاريخية يومي 7 و8 دجنبر 1952، تضامنا مع الشعب التونسي الشقيق إثر اغتيال الزعيم النقابي التونسي والمغاربي فرحات حشاد والتي أعقبتها حملات اعتقالات واسعة في صفوف الحركة الوطنية والنقابية في عموم التراب الوطني ويشهد للراحل بمواقفه المبكرة في الفعل الوطني الهادف حيث كان من المناضلين الأوائل لتنظيم مظاهرات عمالية حاشدة بمدينة جرادة التي كان يشتغل بمناجمها وبمدينة وجدة ضد إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في 1947 وكانت تلك المظاهرات الاحتجاجية الوطنية والعمالية الوحيدة من نوعها آنذاك بالمغرب، تعرض إثرها للاعتقال وإحالته على المحكمة العسكرية الاستعمارية. وظل الفقيد مرتبطا بأسرة المقاومة وجيش التحرير ومتتبعا لشؤونها وقضاياها، بالرغم من إقامته خارج أرض الوطن بالسويد. ولم يفته أن يلبي دعوة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للحضور والمشاركة في تخليد الذكرى الخمسين لأحداث انتفاضة الدارالبيضاء يومي 7 و8 دجنبر 2002 التي جرت مراسمها برحاب القاعة الكبرى لولاية الدارالبيضاء الكبرى، بحضور شخصيات سياسية وحزبية ونقابية وفكرية يتقدمهم المجاهد الأستاذ عبد الرحمان يوسفي، الوزير الأول السابق والمرحوم المحجوب بن الصديق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل وصفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وحشد كبير من المواطنين. وقد سبق للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن حظيت بزيارته لمقرها ولفضاء المتحف الوطني للمقاومة وجيش التحرير حيث جرى تكريمه، عربون وفاء وبرور بنضالاته الوطنية والنقابية والسياسية والدبلوماسية وبمناقبه الحميدة وتضحياته الجسام. وكذلك خصصت له نبذة وترجمة لسيرته ومسيرته وجلائل أعماله طيلة حياته موثقة ومنشورة ضمن أعلام العمل الوطني والنقابي في موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب. وفي هذا الظرف العصيب، يتقدم السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بعبارات أحر التعازي وأصدق المواساة لعائلة الفقيد الصغيرة وعائلته الكبيرة في الحركة الوطنية والنقابية، ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الراحل العزيز بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وحسن المآب وأن ينزله منزل صدق عند مليك مقتدر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون