بألم عميق وحسرة شديدة، ودعت أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير المشمول بعفو الله وكرمه المقاوم المرحوم الشريف التهامي بن دحمان المعروف ب»الكندري»، الذي لبى داعي ربه راضيا مرضيا يوم السبت 26 جمادى الثانية 1435 الموافق ل 26 أبريل 2014 بمدينة فاس، بعد عمر حافل بجلائل الأعمال وخالد المآثر ونيل المقاصد وسامي الأخلاق في ملحمة التحرير والاستقلال. ازداد المقاوم المرحوم الشريف التهامي بن دحمان سنة 1932 بدوار الكرمات بآيت يوسي، ويعتبر أحد أقطاب المقاومة بمسقط رأسه حيث كان من السباقين للانضمام إلى صفوف المقاومة ضمن منظمة الهلال الأسود، وعند حلول جيش التحرير بالمنطقة، التحق بصفوفه حيث كلف بإيواء اللاجئين من تطوان إلى ايموزار كندر، كما كان له اتصال بعبد القادر بوزار والمجاهد المرحوم حسن اليعقوبي . كما شارك قي عدة هجومات حيث أبان عن إمكانيات وطاقات ومهارات لافتة، وهو يؤدي واجبه النضالي بثبات وعزم من أجل الذود عن حمى الوطن وحياضه. لقد كان الراحل العزيز الشريف التهامي بن دحمان في طليعة رواد الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، انغمر بإيمان وعزيمة في مسار الكفاح البطولي، مستلهما في ذلك الميثاق النضالي لملحمة ثورة الملك والشعب المباركة، مدافعا باستماتة عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، كما كان مثالا حيا وطرازا فريدا في أداء الواجب الوطني، والوفاء والإخلاص والثبات على المبادئ وسلوك مكارم الأخلاق، مخلفا سيرة حياتية ونضالية تستحق الثناء والتعريف بمضامينها لتنوير أذهان جيل الشباب، بما تطفح به من حمولة قيمية وأخلاقية ومثل إنسانية ونبل وشهامة وإيثار وفداء ونكران للذات. هذا، وقد حظي الراحل العزيز المقاوم المرحوم الشريف التهامي بن دحمان بشرف تكريمه من لدن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير سنة 2002، وذلك عربون وفاء وبرور بمكانته النضالية ومكرماته الجزلة وإسهاماته الجليلة التي ستظل منارة مرجعية تسير على هديها أجيال اليوم والغد لبلوغ أعلى مدارج المواطنة الإيجابية والفاعلة والمسؤولة. وفي هذا الظرف الحزين، يتقدم السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بعبارات أحر التعازي وأصدق المواساة لعائلة الفقيد الصغيرة وعائلته الكبيرة في الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الراحل العزيز بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وحسن المآب وأن ينزله منزل صدق عند مليك مقتدر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم. إنا لله وإنا إليه راجعون