بألم عميق وحسرة شديدة، ودعت أسرة المقاومة وجيش التحرير المشمول بعفو الله وكرمه المقاوم المرحوم محمد بن بلقاسم المنيشي الذي لبى داعي ربه راضيا مرضيا يوم الخميس 10 ربيع الأول 1434 الموافق ل 21 فبراير 2013 بمسقط رأسه بدائرة ازلاف، بإقليم الدريوش، بعد عمر حافل بجلائل الأعمال وخالد المآثر من أجل الحرية والاستقلال والانخراط الموصول في ملاحم بناء المغرب الحر والمستقل. ولد المقاوم المرحوم محمد بن بلقاسم المنيشي سنة 1931 بدائرة ازلاف بإقليم الدريوش، ليلتحق بالعمل الفدائي ضمن صفوف جيش التحرير بمركز تيزي وسلي تحت مسؤولية المقاومين المرحومين محمد الغابوشي واحمد بلخريف حيث كان مثالا للتضحية والفداء، وشارك في عدة هجومات شهدتها المنطقة أبلى فيها البلاء الحسن. كما حظي الراحل العزيز بشرف انتخابه سنة 2010 رئيسا لمكتب اللجنة المحلية، وعضوا بالمجلس الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بدائرة الريف، وعضوا بالمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم الناظور. لقد كان الفقيد المبرور نموذجا شامخا في الوفاء والتضحية وطرازا فريدا في النضال الملتزم والصمود البطولي والشجاعة النادرة، دفاعا عن المبادئ الحقة والمثل العليا ومكارم الأخلاق التي آمن بها وتشبع بها طيلة حياته الزاخرة بالملاحم والأمجاد والمكرمات التي يسجلها له التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز. سيظل اسم المقاوم المرحوم محمد بن بلقاسم المنيشي راسخا في رقيم الذاكرة التاريخية الوطنية وذاكرة الأجيال الجديدة كمعلمة وضاءة في مسارات الكفاح الوطني للذود عن حمى الوطن وحياضه والدفاع عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية، فاستحق بذلك أن يكون من الرواد الماهدين والمناضلين الشرفاء في استشراف آفاق التحرر بقيادة أب الوطنية ورمز المقاومة جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه. وفي هذا الظرف الأليم الذي ترك في أعماقنا مشاعر الحزن والأسى والحسرة بهذا المصاب الجلل، يتقدم السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بعبارات أحر التعازي وأصدق المواساة لعائلة الفقيد الصغيرة وعائلته الكبيرة في الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الراحل العزيز بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وحسن المآب وأن ينزله منزل صدق عند مليك مقتدر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم. إنا لله وإنا إليه راجعون