بقلوب خاشعة وأفئدة مكلومة مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودعت أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير علما باذخا من أعلام العمل الوطني، ودعامة قوية لحركة المقاومة وجيش التحرير إبان فترة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، الوطني المرحوم مسعود بن ابراهام ليفي الذي التحق بالرفيق الأعلى مؤخرا بمدينة الدارالبيضاء. ازداد الراحل سنة 1918 بمدينة مليلية المحتلة، وانخرط في العمل الفدائي بمدينة تازة التي كان يمتهن بها التجارة، حيث كان من رواد حركة المقاومة بها وذلك ضمن تشكيلة المقاومين المرحومين حسن بوحتات ومحمد العجوري وعلال العجوري وعبد السلام الذهبي قادة جيش التحرير بمثلث الموت الذين أجمعوا على الدور الطلائعي والبارز الذي اضطلع به السيد مسعود بن إبراهام ليفي في ميدان التحرير والدفاع عن حوزة التراب الوطني، والذود عن حماه وحياضه. كان الفقيد مثالا للتضحية والفداء، عمل على تزويد أفراد جيش التحرير بشمال المملكة بالسلاح والمؤونة، كما سخر كل إمكانياته الشخصية، وعلى الخصوص استغلال شاحنة كانت في ملكه لتهريب العتاد، ونقل أفراد جيش التحرير إلى مواقع الجهاد وساحة الشرف ووفر لهم وسائل العمل وظروف ومتطلبات الكفاح التحريري. لقد كان الراحل العزيز ثائرا على الوضع الاستعماري، متشبعا بالغيرة الوطنية والاعتزاز بالانتماء الوطني فهب مبكرا ليلبي داعي الواجب الوطني. وكان وقوفه إلى جانب إخوانه ورفاقه في الحركة الوطنية ليحمل رسالة الوطنية في صفائها وطهارتها وسمو مقاصدها، ولينتصر لقيم الحق والحرية والعدالة وعزة الوطن وكرامته. لقد تميز الفقيد في عمله البطولي بالشجاعة النادرة والجرأة والإقدام والإخلاص في الدفاع عن وطنه وملكه، ويشهد سجله النضالي بمكانة الرجل المرموقة ودماثة خلقه ولطف معشره وحسن طويته وسريرته، معطيا المثال لما يجب أن يتشبع به كل مواطن مخلص لوطنه. وغداة الاستقلال، عاد السيد مسعود بن ابراهام ليفي لمزاولة أعماله وتعفف عن الجري وراء امتياز أو مقابل، لم يكن يهمه التسابق على المآرب الخاصة بقدر ما كان همه مصلحة الوطن. ووفاء واعترافا بخدماته المبرورة وأياديه البيضاء في سبيل الدفاع عن المقدسات الوطنية والانتصار لقيم الحق والحرية والعدالة وعزة الوطن وكرامته، حظي الراحل المبرور بالالتفاتة السامية والثقة الغالية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إذ تم توشيحه بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد في محفل حاشد نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يوم فاتح فبراير 2008. وفي هذا الظرف العصيب، يتقدم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بعبارات أحر التعازي وأصدق المواساة لعائلة الفقيد الصغيرة وعائلته الكبيرة في الحركة الوطنية والمقاومة، ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الراحل العزيز بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وحسن المآب، وأن ينزله منزل صدق عند مليك مقتدر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم. إنا لله وإنا إليه راجعون.