«بقلوب خاشعة وأفئدة مكلومة، تلقت أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالدار البيضاء، النبأ المفجع لرحيل الوطني والمناضل الفقيد العزيز المرحوم مصطفى هلالي، وذلك صباح يوم الخميس فاتح مارس 2012 . لقد كان الراحل وطنيا غيورا ومقاوما فذا من طينة ومعدن الرجال الميامين البررة الذين بنوا مجدا تاريخيا ونضاليا طافحا بروائع الكفاح الوطني والأعمال البطولية وسمو المقاصد وأنبل المواقف. ازداد المرحوم مصطفى هلالي سنة 1939، تربى تربية وطنية في عائلة متشبعة بالقيم الروحية والمبادئ الوطنية المثلى ومكارم الأخلاق، فنهل من معينها حب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه والتضحية في سبيله. إن الفقيد مصطفى هلالي يعد بحق من المناضلين الأوفياء المخلصين لمسيرة الكفاح الوطني، اضطلع بأدوار ريادية وطلائعية في حركة المقاومة والفداء، وبعد حصول بلادنا على استقلالها، انخرط في صفوف جيش التحرير بالجنوب المغربي. بصم بأياديه البيضاء وعطاءاته الجمة المسار التحريري وأسدى خدمات جلى وتضحيات جسام بإيثار ونكران الذات ، فجسد بذلك نموذج الإنسان المغربي الأصيل، متحليا بالقيم الوطنية الصادقة ومواقف المواطنة الإيجابية، مستهينا بالشدائد والصعاب في مسيرته النضالية الموصولة من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر فما وهن ولا استكان وما تلكأ أو تردد في خدمة القضايا والمصالح العليا للوطن. وسيظل المسار النضالي للمرحوم مصطفى هلالي، طرازا فريدا في الالتزام والوفاء والتضحية والفداء، ونبراسا تستضيء به أجيال اليوم والغد، وتنهل من منابعه الصافية روح الوطنية الصادقة وتستلهم منه قيم النضال الشريف في سبيل مغرب مستقل ديمقراطي ومتضامن قوي ومتراص البنيان وعالي الشأن ومرفوع الرأس. وفي هذا الظرف العصيب، يتقدم السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بعبارات أحر التعازي وأصدق المواساة لعائلة الفقيد الصغيرة وعائلته الكبيرة في الحركة الوطنية والمقاومة، ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الراحل العزيز بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وحسن المآب وأن ينزله منزل صدق عند مليك مقتدر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا». «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم.