أحيت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مساء اليوم السبت بالدار البيضاء، حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة المقاوم الغالي العراقي الحسيني. وأوضح المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن الغاية من إحياء أربعينية الراحل تجديد الوصل مع روح الفقيد أحد الرموز الوضاءة في ذاكرة التاريخ الوطني الذي اختطفه المنون من بين أهله وذويه، مضيفا أن تنظيم هذه الأربعينية تعد بمثابة وقفة وفاء وبرور ولمسة روحية والتفاتة معنوية نابعة من واجب وثقافة الاعتراف . وأضاف أن الفقيد الغالي العراقي هو ذلك الطود الشامخ، الذي علمه أهله ذات زمان بأنه سيرفع عاليا إلى جانب أقرانه راية الوطن وسيكون عمدا لها، مشيرا إلى أنه من أجل هذا الوطن ظل ماسكا جدوة النضال وجمرة المقاومة. وقال إن الراحل، كان في حياته تجربة وقدوة ومثالا يحتذى، وبعد أن رحل إلى دار البقاء ، أضحى قيمة رمزية ونبراسا وهاجا ونجما ساطعا في دروب الوطنية والمقاومة. وأشار إلى أن الغالي العراقي عاش كبيرا ومات عظيما، والكبير والعظيم هو من استطاع أن يمثل القدوة في حياته، ويجسد الرمز بعد مماته، مضيفا أن الراحل كان تجربة غنية إن على المستوى الشخصي أو الإنساني. ومن جهة أخرى، أجمعت شهادات ألقيت خلال هذا الحفل التأبيني الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، على أن مسار الغالي العراقي النضالي كان طافحا بقيم الفضيلة والتضحية والغيرة الوطنية والسلوك النضالي الملتزم. ويذكر أن المقاوم الراحل، الذي ازداد سنة 1924 بمدينة فاس، انخرط في صفوف الحركة الوطنية وهو في ريعان شبابه، حيث شارك رفقة أصدقائه في حزب الاستقلال مع بداية شهر أبريل من سنة 1947، تاريخ زيارة السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى مدينة طنجة لإلقاء خطابه التاريخي، في تهيئ شروط الاستقبال، وتوعية المواطنين بمغزى هذه الزيارة الوحدوية. وبعد الاستقلال، تقلد الراحل، منصب أول عامل على إقليمفاس، ثم عين "وزيرا مفوضا بوزارة الخارجية"، والتحق بعد ذلك من جديد بوزارة الداخلية وإدارتها العامة مكلفا بمهمة خاصة بالديوان الملكي. كما حظي الفقيد بشرف تعيينه عضوا بالمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير سنة 1973، ثم عضوا باللجنة العلمية الاستشارية المنضوية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.