من مقاصد الشريعة الإسلامية في تشريع الوليمة (طعام العرس) شكر الله على نعمة الزواج، وجمع الناس للود والصفاء، والتأليف بين الأسر لتحقيق التعارف والت0لف، ولم تجعل الشريعة للوليمة حدا معروفا، ولم تشترط له لحما ولا "ملوزة" ولا دجاجا، مراعاة لأحوال الناس والتيسير عليهم، والمهم هو جمع الناس ولو على التمر والأقط والسمن كما أولم النبي صلى الله عليه وسلم. وقد شاعت بين الناس مظاهر سيئة أدت ببعضهم إلى الاقتراض لإقامة وليمة بترف باذخ يجعل الزوج يكابد الزمن، ويعيش القلق من أول يوم مع زوجته، فيتحول ذلك إلى نكد، وربما كانت العاقبة ما لا يسر بسبب المبالغة في مظاهر جوفاء وقلوب خاوية من الود والصفاء الذي هو عماد الحياة. وعرس بتمر وزبيب في هواء طلق تتبعه دعوات وبركات يكتب له الدوام والاستمرار والعشرة الطيبة خير من عرس فيه "بسطيلة سمك أو حمام" ويعقد بأموال مقترضة في قصور فارهة في الصيف ثم يقع الطلاق في الشتاء، وتكون عاقبته أبواب المحاكم والشن0ن بين الأسر الراقصة بأموال مقترضة من غير وجه حق، تلحق بصاحبها العذاب في الدنيا قبل ال0خرة. ولست بداع إلى التقتير على الناس، فمن وسع الله عليه فليوسع في الإكرام، ومن قدر عليه رزقه فلا يحمل نفسه ما لا يطيق، وخير الأمور الوسط، وعرس يجتمع فيه جاران أو ثلاثة ثم ينعم العروسان ببركة العشرة والدوام، خير من عرس تجمع له القبائل ثم تدق طبول الحرب بين الأسر قبل افتراق الجمع، ولله الأمر من قبل ومن بعد على عادات معقدة حلت محل شريعة رفع التيسير والحرج، أورثت شبابنا وفتياتنا هما وغما منعهم الزواج ونغص على بعضهم حياتهم الزوجية في مطلعها.. معذرة في البال بقية أقوال وأفكار، ولكن توقف القطار في محطة طنجةالمدينة، رزق الله المتزوجين الحب والسلم والسلام.