ذكر أحد الدعاة أنّه سعى منذ أشهر قليلة أن يطوّر مشروعه الدعوي ليستوعب عددًا أكبر من الباحثين، ولتصل رسالته إلى عدد أكبر من المسلمين وغير المسلمين.. زكّى له بعض الأفاضل أحد الأشخاص، وقيل له هذا الرجل كان رأسًا للعمل الدعوي والتوعوي في قضايا الأمة الكبرى على مدى سنين عددًا، وبين يديه ملايين مرصودة للعمل الخيري.. فتفاءل صاحبنا خيرًا، فها هنا رجل يملك الوعي والمال، فهو أولى الناس بإدراك خطورة معركة الوعي، وأنّ هذه المعركة أكبر من العمل العفوي والعشوائي.. المختصر.. بعد حديث طويل بين صاحبنا وهذا الرجل المزكَّى.. نظر صاحب (المال والوعي) إلى صاحبنا، وقال له: أنتم تنشرون الشبهات بالرد عليها..!! وعند الانصراف، وقد أعطوه نسخًا من إصداراتهم، قال لهم: في الحقيقة، لقد توقفت عن القراءة منذ سنين، وما عدتُ أقرب الكتب.. سأضع هديتكم عند مسجد قريب من مكتبي!! الرجل بعيد عن الكتب وعن وسائل التواصل الاجتماعي.. بعيد عن كوكب الأرض.. ولا يدرك أن الشبهات قد دخلت بيته وهو لا يدري.. ثم هو يجود على الدعوة بنصيحة باردة برودة أصحاب القبور.. نكبة الأمّة في بعض الصالحين الناصحين الغافلين الذين غادروا دنيانا إلى "قواقعهم"، ويحسبون أنهم يحسنون فهمًا وصنعًا! هذا الدين لا ينتصر إلا بأصحاب العيون المفتوحة، والقلوب الحيّة القلقة.. وإن نسب الناس بعضهم إلى طبقة "العوام!".. العبرة بنبض الحياة في القلب.. ولا حياة في قلب لا يعرف القلق..